أكثر من 16 ألف مهاجر إفريقي لقوا حتفهم في السنوات العشرين الماضية، نتيجة غرقهم أو تعنيفهم من طرف السلطات الأمنية المغربية، حيت أكد نشطاء في حقوق الإنسان في مدينة مليلية على وجود معاملة سيئة للمهاجرين. هذا ما جاء في برنامج «فرونت لاين» (الخط الأمامي)، الذي بثته أخيرا قناة «أورونيوز»، عن موضوع الهجرة غير الشرعية إلى الاتحاد الأوروبي عبر المغرب، والمخاطر التي يتعرض إليها المهاجرين الأفارقة لدخول إلى أوروبا، وأيضا عن المعاناة التي يلاقونها على الحدود المغربية الإسبانية. وقال جو بلازون، ناشط في «هيومن رايتس»، إن المهاجرين الأفارقة يعاملون في المغرب أسوء من الحيوانات، وأضاف «لقد رأيت بعيني كيف قام احد الحراس المغاربة بضرب مهاجر إفريقي حاول العبور إلى مليلة لقد ضربه بعصى على رجله حتى كسرها له». وأشار البرنامج ذاته إلى أن منذ عام 2005، عززت السلطات الأسبانية والمغربية أمن الحدود؛ إذ أصبح بإمكان دورية الحرس المدني الاسباني أن تنتشر على امتداد مليلية بأقل من دقيقة واحدة. وأكد عبد المالك البركاني عبد القادر، مسؤول عن مندوبية الحكومة الاسبانية في مدينة مليلية، أنه لابد من مضاعفة الجهود للحد من هجرة الأفارقة، وأنه على الاتحاد الأوربي العمل مع الدول التي تصدر المهاجرين لمحاربة مهربين المهاجرين. وقال ستيفانو مانسيرفيسي، المدير العام الأوروبي للشؤون الداخلية في المفوضية الأوروبية، إن سياسة الهجرة في الاتحاد الأوربي أصبحت سياسة مشتركة وأنه على جميع دول الاتحاد تحديد أهداف وشروط الإقامة في أوربا من أجل الحد من الهجرة، مشيرا إلى أن أول اتفاقية شراكة من أجل تسهيل التنقل بين الاتحاد الأوربي ودول شمال إفريقيا ستكون مع المغرب. وفي سياق المساعي للحد من دخول المهاجرين الأفارقة إلى المغرب، قال إن الحكومتين المغربية والإسبانية اتفقتا أخيرا على إعادة تنشيط اتفاقية ثنائية كانت قد أبرمت بينهما مند نحو 20 سنة، وتهدف إلى إعادة المهاجرين غير الشرعيين المقيمين في إسبانيا إلى المغرب إذا ثبت أنهم تسللوا إلى إسبانيا عبر الأراضي المغربية بمن فيهم غير المغاربة. وأضاف أن السلطات المغربية تطالب منذ سنوات عديدة إسبانيا ودول الاتحاد الأوروبي بمساعدتها على التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية القادمة إلى أوروبا عبر المغرب. من جانبه قال المنور عالم، سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، إنه ليس راضيا على تعامل السلطات المغربية مع المهاجرين الأفارقة ولكن السلطات الأمنية مسؤولية عن حماية الحدود وفي بعض الأحيان تضطر إلى استعمال العنف مع الأفارقة من أجل توقيفهم . وأضاف أن إعادة المهاجرين الأفارقة نقطة يختلف المغرب فيها مع الاتحاد الاوروبي، مشيرا إلى أن من دخل المغرب بدون تأشيرة يجب على السلطات المغربية ترحيله، أما من دخل إلى إسبانيا، فالمغرب ليس مسؤولا عن إرجاعه إلى بلده، لأن المغرب ليس وحده المسؤول عن ملف المهاجرين وأنه على الدول المجاورة أيضا تحمل مسؤوليتها.