سيقوم وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريث روبالكابا هذا الأسبوع بزيارة للرباط بهدف إقناع السلطات والمسؤولين المغاربة بتصعيد «حربهم» ضد المهاجرين الأفارقة وشبكات الهجرة غير الشرعية، وذلك أسابيع فقط بعد إعداد المركز الوطني الاستخباري الإسباني تقريرا سريا يشعر فيه الحكومة «بالأعداد الهائلة من المهاجرين الأفارقة الذين يعتزمون الوصول إلى الساحل الإسباني هذا الصيف». وعلمت «المساء» من مصادر خاصة أن أجهزة المخابرات الإسبانية أرسلت مؤخرا عدة تقارير إلى قصر لامونكلوا الرئاسي وإلى كل من وزارتي الداخلية ووزارة الدفاع والشؤون الخارجية، لإحاطة المسؤولين علما بضرورة التباحث بشكل مستعجل مع المغرب في هذا الإطار وعلى أعلى مستوى. وحسب نفس المصادر، فإن التقريرين السريين المؤرخين بتاريخ ماي ويونيو، يحذران من «تدفق موجات كبيرة من المهاجرين من دول المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى خلال فصل الصيف الحالي». وتحذر تلك التقارير الاستخباراتية الإسبانية في إحدى فقراتها من محاولة القيام بعمليات هجرة جماعية نظرا لأحوال الطقس الجيدة في مضيق البوغاز وفي سواحل جزر الكناري، وهي -حسب التقرير- من بين العوامل التي ستؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا مرة أخرى. ويضيف التقرير أن «تشدد الاتحاد الأوروبي في قانونه الجديد مع سياسة الهجرة سيحفز الكثيرين من المهاجرين على محاولة الهجرة هذا الصيف قبل دخول القانون حيز التطبيق». وكانت المخابرات الإسبانية قد أعادت في السنة الأخيرة انتشار عدد من رجالها وعناصرها في عدة دول إفريقية، كما رفعت الحكومة الإسبانية منذ الدورة التشريعية الأخيرة رقم تمثيلياتها الدبلوماسية في عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث ارتفع عددها من 4 تمثيليات إلى 10، وذلك -تقول مصادرنا- «للكشف عن شبكات مافيا الهجرة السرية العاملة في المنطقة» انطلاقا من مناقشات مفتوحة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن «تنفيذ تدابير أكثر صرامة للحد من تدفق الهجرة غير المشروعة»، وأخرى تخص عودة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية والتي وافق عليها البرلمان الأوربي. وأفادت مصادر أخرى أن ثاباتيرو كان يهدف من زيارته للمغرب إلى تسوية ملف الهجرة غير الشرعية، وهو ما بدا واضحا من خلال الندوة الصحفية التي أعقبت الزيارة، حيث لم تضف أي جديد على المستوى السياسي للدولتين الجارتين، باستثناء ملف التعاون الأمني المشترك وتشديد المراقبة والضغط على المهاجرين غير الشرعيين. وكانت تقارير متعددة قد صدرت أربعة أيام قبل موعد الزيارة تفيد بوجود 4000 مهاجر إفريقي على مشارف مدينة وجدة، يتحينون فرصتهم للتسلل إلى مدينة مليلية أو للهجرة بحرا إلى سواحل الأندلس، مما خلق حالة استنفار داخل أروقة قصر لامونكلوا. وتشير المصادر ذاتها إلى أن حادث فقدان 14 مهاجرا إفريقيا من بينهم 9 أطفال إثر غرق مركبهم الأسبوع الماضي، والذي انطلق من المغرب، أثناء محاولتهم الوصول إلى جنوبإسبانيا، أثار مجددا مخاوف حكومة ثاباتيرو، ليتم تحديد أهداف الزيارة والمتمثلة في «الضغط أكثر على المغرب للقيام بدوره «المعتاد» في محاربة الهجرة غير القانونية». وحسب تقرير الجمعية المغربية للدراسات والأبحاث حول الهجرة، فإن الأغلبية الساحقة من المهاجرين غير الشرعيين المقيمين بشكل غير قانوني في المغرب (٪72،6) يريدون مواصلة طريقهم وتحقيق مشروعهم المتمثل في الهجرة إلى أوروبا على الرغم من العقبات التي يواجهونها لتحقيق ذلك. وحسب الدراسة المنجزة من طرف اللجنة الدولية لتنمية الشعوبوالجمعية المغربية للدراسات والأبحاث حول الهجرة، فإن 10.6 في المائة فقط من المهاجرين الأفارقة المقيمين بعدة مدة مغربية يرغبون في العودة إلى بلدانهم، بينما فضل 3.2 في المائة البقاء في المغرب، في حين تحفظ 14.3 في المائة في إبداء رأيهم. وتكشف الدراسة أن المنظمات غير الحكومية تقدر عدد المهاجرين غير الشرعيين بالمغرب ما بين 10000 و15000 شخص، حيث يشكل المهاجرون النيجيريون الأغلبية بنسبة 15.7 في المائة، يليهم مهاجرو دولة مالي ب13.1 في المائة، فالسنغاليون بنسبة 12.8 في المائة، ثم الكونغوليون ب10.4 في المائة، وهو ما يثير بشكل كبير مخاوف الحكومة الإسبانية.