وداد الملحاف من مدينة الراشيدية التي أتمم بها دراسته الثانوية بشعبة العلوم الرياضية كانت الانطلاقة لمشوار أكاديمي ومهني ناجح.. مروان لمحرزي علوي شاب يبلغ من العمر 28 سنة، أرسل قبل نحو شهر مجسما صغيرا يحمل العلم الوطني إلى الفضاء، في خطوة هي الأولى مغربيا. ويقول مروان في تصريح ل« اليوم24»: «بعد أن قررت إرسال مجسم يحمل العلم المغربي إلى الفضاء، حاولت أخذ التصريح للقيام بالعملية في المغرب، لكن للأسف لم أستطع، ولذلك قمت بإجرائها من إنجلترا». وتضمنت العملية، حسب تفسيره، ربط مجسم وجهاز كاميرا بمنطاد ذي ارتفاع عال High-altitude balloon الذي يعتمد على غاز الهليوم، والذي بإمكانه الوصول إلى ارتفاع 46 كيلومترا عن سطح الأرض، أي متجاوزا بذلك طبقة الأوزون. وبهدف تتبع العملية من مرحلة الإطلاق إلى مرحلة استعادة المنطاد والكاميرا في نهاية الرحلة، تم تزويد ربط المنطاد بعلبة تحتوي على جهاز يقيس الإحداثيات GPS ودرجة الحرارة والارتفاع، ويقوم بإرسالها مباشرة إلى الأرض. ولتفادي تضرر العلبة بعد اصطدامها بالأرض، تم استعمال مظلة Parachute تشتغل بعد انفجار البالون. عملية تم تصويرها وبث الفيديو على الموقع اليوتوب بعنوان «من الصحراء إلى الفضاء»، في إشارة إلى الانطلاق من مسقط رأسه بالراشيدية وصولا إلى إنجلترا حيث تم تنفيذ العملية. وقد لاقى الفيديو اهتماما واسعا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي. مسار مروان الدراسي كان متميزا، فبعد حصوله على شهادة البكالوريا التحق بشعبة الرياضيات والفيزياء، ومن ثم المدرسة الوطنية للصناعة المعدنية شعبة الإعلاميات، ليحصل على دبلوم مهندس دولة، بعد ذلك اشتغل بعدة شركات أجنبية قبل أن يقرر الانتقال للعمل الخاص، ثم قام حديثا بإنشاء شركة carte.ma المسؤولة عن أول موقع للتجول الافتراضي في العالم العربي. يقول: «أشتغل على تطوير خدمة carte.ma للتجول الافتراضي لتشمل كل مدن المغرب، وأقوم أيضا بكتابة حلقات سلسلة المؤامرة التي تمت مشاهدتها أكثر من مليون ونصف المليون مرة على اليوتوب، والتي هدفها السخرية وإظهار سهولة خلق نظريات المؤامرة من حقائق ووقائع موثقة». ويأمل مروان أن تبدي مراكز البحث والوزارة الوصية اهتماما أكبر بالبحث العلمي، والسماح للشباب بالقيام بعمليات مماثلة لما قام به هنا في المغرب بدل التنقل إلى دول أخرى.