بعد مجموعة من الأبحاث والتحريات التي قادتها الشرطة الإيطالية منذ حوالي ثلاثة أشهر، تمكنت دورية أمنية بداية الأسبوع الجاري من إلقاء القبض على شاب مغربي مقيم بطريقة شرعية بإيطاليا ، يبلغ من العمر 32 سنة وينحدر من مدينة الدارالبيضاء يدعى (ز.إ)، وذلك على خلفية ضلوعه في جريمة قتل ستّيني إيطالي في نونبر من السنة المنصرمة، بالإضافة إلى قتل سيدة أخرى في سواحل "كاطانيا" بجزيرة صقلية بداية هذا الشهر. وعثر الأمن على جثة المسن الإيطالي المسمى قيد حياته "كوزيمو ماسترودجوفاني"، والذي يبلغ من العمر 63 سنة وهي متفحمة في شقته بمنطقة "لاتيانو" التابعة لإقليم "برينديزي" جنوبي إيطاليا يوم 13 نونبر من سنة 2014. داخل الشقة وقف الأمن على فوضى في البيت وعلى أواني مكسرة مع بقع دم متناترة في أماكن متفرقة من المنزل الذي يقع بعيدا عن التجمعات السكنية، إلى جانب هذا لوحظ اختفاء سيارة الضحية من مستودعها، وكلها دلائل على أن الأمر يتعلق بجريمة قتل يجب فك خيوطها. كما اثبتت التحريات ان حرق الشقة ليس حادثا عرضيا بل أمرا مدبرا. وبناء على هذه المعطيات، فتح رجال الدرك تحقيقا في الموضوع كما نقلت الجثة المتفحمة لتشريحها في المستشفى. وكانت المفاجأة التي أعلن عنها القاضي المكلف بالملف في ندوة صحفية أن العجوز الإيطالي، وحسب الأطباء الذين قاموا بالتشريح، توفي حرقا وليس بسبب الإعتداء الجسدي، ما يعني أن الشاب المغربي أضرم فيه النار وهو لايزال على قيد الحياة. وبغرض الوصول إلى مرتكب الجريمة، عاد المحققون إلى تسجيلات آخر المكالمات الهاتفية للضحية لمعرفة آخر المتصلين به. وبالفعل، وجدت ضمنها مكالماتٍ مع المهاجر المغربي الذي التحق به ببيته ليلة وفاته، وذلك بعد أن تعارفا عبر الويب في موقع للدردشة (الشات) بين الرجال فقط. كما اكتشف الامنيون أيضا أن الجاني والضحية مارسا الجنس قبل وقوع الإعتداء الذي لازال دافعه غامضا والذي لا يُستبعد كونه راجع بالأساس إلى غرض السرقة، ذلك أن الجاني سطا بعد تنفيذه الجريمة على حاسوب الضحية وسيارته التي تخلص منها في مكان آخر. كما تأكد رجال الأمن من كون هاتف المواطن المغربي ظل مشغلا من داخل منزل الضحية ليلتين قبل العثور على جثة الأخير. وواصلت الشرطة الإيطالية تحقيقاتها لتحديد مكان المهاجر المغربي الذي اختفى عن الانظار وأصدرت في حقه مذكرة بحث. وفي يوم 7 فبراير 2015، اكتُشفت جثة جديدة تعود لامرأة إيطالية تبلغ من العمر 50 سنة، وذلك في سواحل مدينة "كاطانيا" بجزيرة صقلية، وتبين للمحققين أنها تلقت ضربة قوية على رأسها وبأنها قُتلت في منزل خشبي على الشاطئ تم رميت في البحر للتخلص من آثار الجريمة.كما تم حرق البيت الخشبي الذي يرجح أنه احتضن الجريمة. اكتشاف هذه الجريمة وحرق مكان تنفيذها جعل المحققين يربطونها بالجريمة الأولى نظرا لتشابههما في بعض التفاصيل وهذا ما جعل الأمن يركز كونهما من تنفيذ مجرم واحد. وبناء على ذلك تم الإعتماد على تحليل تسجيلات مجموعة من كاميرات المراقبة بالفيديو والتي تتواجد بالمنطقة حيث لوحظ كون الشاب المغربي يتواجد بالمنطقة لتكتّف الشرطة من بحثها عنه إلى أن وصلت إليه في مخبئه واعتقلته.