تواجه كاتبة مصرية ما يصل إلى ثلاث سنوات حبسا إذا أدينت بتهمة ازدراء الإسلام بعد أن قالت في صفحتها على فيسبوك إن رؤيا النبي إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل كانت كابوسا. وتتزامن قضية فاطمة ناعوت مع تزايد النقاش بشأن مدى السماح بالحرية في السخرية من الاديان في حين اعتبر حقوقيون انها تأتي في سياق تضييق على حرية التعبير تشهده أكبر الدول العربية سكانا. ووجهت إلى الشاعرة التي بدأت محاكمتها اليوم الأربعاء أمام محكمة جنح السيدة زينب في القاهرة تهم ازدراء الإسلام وإشاعة الفتنة الطائفية وتكدير السلم العام. ونفت ناعوت التهم التي تتراوح عقوبة الحبس عنها في حالة الادانة ما بين ستة أشهر وثلاث سنوات. وقالت اليوم الأربعاء لرويترز "أنا منتصرة حتى لو سجنت. والخاسر هو حركة التنوير." وذكرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن 27 شخصا أدينوا من 42 متهما بازدراء الأديان في الفترة بين 2011 و2013 . وتنفي الحكومة أي اتهام بتقييد حرية التعبير أو حرية الاعتقاد. وتقول إنها ملتزمة بالديمقراطية ولا تتدخل في عمل القضاء. وينص الدستور على أن "حرية الاعتقاد مكفولة". وقال المحامي الحقوقي جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان عن قضية ناعوت "ما كان للنيابة أن تحيلها للمحاكمة." وأضاف "القضية تظهر أن الدولة تغض الطرف عن دعاة التشدد الديني." ويشير عيد إلى محامين أقاموا دعاوى ازدراء الإسلام ربما كان بينهم إسلاميون متشددون. وأدى ظهور طبعة شعبية في مصر لرواية (وليمة لأعشاب البحر) للسوري حيدر حيدر عام 2000 إلى مظاهرات قام بها طلبة جامعة الأزهر. وفي العام التالي خرج وزير الثقافة فاروق حسني في برنامج تلفزيوني منتقدا ثلاث روايات مصرية صدرت عن مؤسسة تابعة لوزارته وقال إنها تتجاوز "أعراف المجتمع وحرماته" وأقال ثلاثة من المسؤولين عن النشر. وبعد صعود الإسلاميين إلى السلطة عقب انتفاضة 2011 حوكم فنانون بتهم ازداء الأديان منهم الممثل الشهير عادل إمام حيث أيدت محكمة في ابريل 2012 حكما سابقا بحبسه ثلاثة أشهر بتهمة الإساءة للإسلام في أعمال سينمائية ومسرحية قدمها خلال أكثر من 20 عاما. ولكن محكمة أخرى رفضت الدعوى في وقت لاحق. وفي يونيو 2013 قضت محكمة جنح في محافظة بني سويف بصعيد مصر بحبس الكاتب المصري كرم صابر خمس سنوات بتهمة "ازدراء الأديان" في مجموعة قصصية صدرت قبل أكثر من عامين. وفي مارس اذار 2014 أيدت محكمة أخرى غيابيا الحكم السابق. وتقرر لاحقا اعادة محاكمة صابر. وأطاح الجيش بالاسلاميين من السلطة في 2013 بعد احتجاجات شعبية على حكم الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين. ونفت ناعوت أنها ازدرت الإسلام وقالت في مقال نشر أمس الثلاثاء في موقع إخباري مصري إنها "تحترم الأديان كافة." وقال المحامي سيد ابو زيد الذي دافع عنها اليوم للمحكمة إنها كتبت ما نسب إليها "من قبيل الدعابة وحرية التعبير." وأقام محام الدعوى على ناعوت أمام النيابة العامة في ديسمبر ك وأحالتها النيابة للمحاكمة يوم 27 من نفس الشهر. وجلسة اليوم إجرائية. وأجلت المحكمة نظر الدعوى إلى 25 فبراير.