أسفرت "المطاردة الهوليودية" التي كانت شواطئ العرائش مسرحا لها، الجمعة الماضية، والتي دارت أطوارها "المثيرة للغاية" بين البحرية الملكية والدرك البحري ومهربين كبار للمخدرات، عن اعتقال 14 مهربا ومساعدا، وحجز باخرة للصيد التقليدي وعلى متنها 23 طنا و800 كيلوغرام من مخدر الشيرا، بالإضافة إلى ست زوارق نفاثة، فيما ما يزال البحث جاريا عن شخصين اتضح أنهما بارونين كبيرين يشتبه في كونهما العقلين المدبرين لعملية التهريب التي وصفت ب"الكبيرة" و"الفريدة" من نوعها. وعلم "اليوم 24″ من مصادر مطلعة، أن أطوار "المطاردة المثيرة" انطلقت عندما كانت "طرادة كبيرة الحجم" وهي باخرة تابعة للبحرية الملكية بطنجة تقوم بدورية روتينية بعرض البحر الممتد على طول الشواطئ الشمالية ففوجئت، حوالي الساعة ال 10 من صباح يوم الجمعة الماضي، بحوالي تسعة زوارق نفاثة من طراز "زودياك" و"فانطوم" أي "الشبح" وهي تعمل على تسليم شحنات كبيرة من المخدرات التي كانت معدة بإتقان كبير على شكل رزم متساوية الأوزان، إلى باخرتين للصيد التقليدي ظلت متوقفة تنتظر وصول الحمولة إليها، قبل أن تظهر "مروحية" تابعة للدرك الملكي وهي تحلق بالأجواء، وذلك لتقديم الدعم من خلال تعقب ومعرفة وجهة الزوارق والفانطومات التي عمدت إلى الفرار إلى وجهات مختلفة ومتباعدة، لتشرع المطاردة الحقيقية بعد دخول "طرادتي" كل من البحرية الملكية والدرك البحري بالعرائش على الخط، حيث عملتا على مطاردة "الزوارق النفاثة" التي بدت سرعتها أكبر بكثير من سرعة "الطرادتين"، حيث توقف العشرات من المواطنين بالشرفة الأطلسية "بالكون أطلنتيكو" و"فارونا" التي تمثل بوابة مدخل ميناء الصيد بالمدينة، وتابعوا من هناك تفاصيل "المطاردة الهوليوديةّ" التي بدت كما لو أنها لقطات من أفلام العصابات، ما دفع بطائرة خفيفة للمشاركة في العملية، حيث كان دورها محددا في التقاط صور وتفاصيل المطاردة المثيرة والمرعبة. وبينما كانت "طرادة" البحرية الملكية بطنجة، تحاول فرض حراسة لصيقة على باخرتي الصيد التقليدي وباقي الزوارق النفاثة التي كانت تشارك في عملية التهريب الدولي للمخدرات، سارع المهربون إلى تنفيذ خطة ذكية في محاولة منهم لطمس معالم الجريمة، حيث حاولوا إغراق الباخرتين في أعماق البحر، لينجحوا في تنفيذ جزء من الخطة، حيث تمكنوا من إحداث ثقب كبير بقاعدة إحدى الباخرتين، قبل أن يقفزوا إلى أحد الزوارق النفاثة من أجل الفرار بعيدا، لتتدفق المياه إلى داخل الباخرة بسرعة فائقة، ما أدى إلى غرقها في وقت وجيز، فيما لم يتمكنوا من إتمام نفس العملية بالنسبة للباخرة الثانية المسماة "الديكي" والمسجلة باسم زوجة أحد المهربين المعروفين بالمدينة، والذي تم إيقافه هو وشقيقه بمنزله بحي شعبان بالعرائش، وهي الباخرة التي حجزت على متنها كميات كبيرة من المخدرات، بلغ وزنها بالضبط 23 طنا و800 كيلو غرام من الحشيش الممتاز، في الوقت الذي فرت فيه الزوارق النفاثة في اتجاه وادي اللوكوس، وشواطئ الهيايضة بجماعة العوامرة، وشاطئ الماء الجديد، حيث تمكن المهربون من الوصول إلى الصخور البحرية والتخلي عن الزوارق، والفرار وسط غابة رأس الرمل، والشواطئ الرملية الممتدة على طول الشرفة الأطلسية، حيث استمرت "مروحية" الدرك في تمشيط شواطئ الإقليم حتى مساء الجمعة الماضي، وأكد مصدر أمني أنه تم حجز 6 زوارق نفاثة خاصة بالمهربين. واستدعى فرار المهربين تدخل عناصر حراسة خفر السواحل التابعة للجيش وعناصر القوات المساعدة ورجال الشرطة الذين طاردوهم وسط الغابة وفوق اليابسة المطلة على البحر، حيث تم اعتقال بعضهم أثناء عملية المطاردة، وآخرون داخل منازلهم، بعدما طوقت سيارات الأمن مساكنهم، حيث بلغ عدد المتورطين والموقوفين في عملية التهريب تلك إلى 14 متهما، من بينهم مهربون ومساعدون، كلهم يقطنون بمدينة العرائش، وتم اقتيادهم جميعا إلى القيادة الجهوية للدرك الملكي بطنجة، حيث يتم التحقيق معهم، إذ شارك في عملية الاستنطاق والبحث عناصر من الدرك البحري بالعرائش والمركز القضائي للدرك بالمدينة، إلى جانب مسؤولين جهويين للدرك بطنجة، حيث لم تعرف – لحد الآن – الوجهة التي كانت ستقصدها الشحنات الكبرى من الحشيش المغربي. وأفضى التحقيق مع الموقوفين ال 14 إلى تورط شخصين، على اعتبار أنهما "العقلين المدبرين" لعملية التهريب تلك، وهما معروفان بين أوساط البحارة وأصحاب المراكب بثرائهما الفاحش، وتمكنا من امتلاك عدد كبير من مراكب الصيد التقليدي في مدد زمنية وجيزة، يتعلق الأمر بكل من "ح.ك" و"ع.ك"، حيث حلت مصالح الأمن بمنزليهما بغثة، لكنها لم تجد لهما أثرا، حيث تمكنا من الفرار إلى وجهة مجهولة، إذ كشف مصدر مطلع بخصوص الشخصين، أنه ما يزال البحث جاريا عنهما، حيث من المنتظر أن تصدر في حق كل منهما مذكرة بحث وطنية.