منذ ما يقارب الأسبوع وسكان الشمال والشرق تحت رحمة موجة برد قارس، برد فاقم معاناة الناس في الجبال، كما في الهضاب والسهول، حيث يواجهون عناء في الحصول على التدفئة، والتنقل في أجواء شبيهة بأجواء "سيبيريا" للوصول إلى الفصل الدراسي. في هذه الدردشة يكشف عبد الله نورو، رئيس كونفدرالية جمعيات غمارة، تجليات هذه المعاناة. – أين تتجلى في نظرك معاناة سكان الشمال مع الثلوج وموجة البرد القارس؟ التأثير الناجم عن سقوط الثلوج، يصل في بعض المناطق إلى حد الشلل أو بعبارة أخرى تتجمد الحياة في بعض القرى والمداشر، لا شيء يتحرك غير الثلوج التي تتساقط، فإذا كانت المحاور الطرقية الرئيسية التي يستعملها المسافرون كمحور باب برد والشاون تتقطع فيه الحركة باستمرار، فما بالك بسكان الدواوير الذين لا يتوفرون على وسيلة لإزاحة الثلوج من الطرقات؟ هذا الانقطاع في الحركة له تأثير أيضا على تزود السكان بالمؤونة التي يحتاجونها. – لكن هل تعتقد أن كمية الثلوج المتساقطة كفيلة بأن تحدث كل هذا الشلل في الحياة العامة، أم أن هناك عوامل أخرى؟ بالتأكيد عامل البنية التحتية عامل مهم، وأنتم تعلمون أن لدينا طرقات مهترئة، وبالتالي فالثلج هو سبب من الأسباب، أو دعني أقول بأنه هو السبب الذي كان يلزم لتضطرب حركة السير، زد على ذلك أن تدخلات إزاحة الثلوج لا تتم في الوقت المناسب، فمثلا منذ يومين تعطلت حركة السير في المحور الطرقي المذكور، واضطر الناس إلى الانتظار لأزيد من ساعتين إلى أن حضر عامل إقليمشفشاون بنفسه، عندها بدأت أعمال إزاحة الثلوج. – كيف يتعامل السكان مع هذه الظروف الاستثنائية؟ للتقليل من شدة البرد يضطر السكان إلى استعمال حطب التدفئة، الذي يقتنونه من الأطلس، على اعتبار أنهم يجدون صعوبات كبيرة في الحصول على حطب تدفئة مصدره من المنطقة وهذا يعني أنهم يتكبدون مصاريف إضافية، أو يضطر بعضهم إلى استعمال مدفئات تعمل بالغاز، غير أن هذه الأخيرة لها انعكاسات صحية وخيمة تصل إلى حد الاختناق بغاز البوتان في حالة تسربه، أما بلالنسبة للنقل فإن سكان القرى يستعملون وسائل بدائية معتمدين بالأساس على الحمير والبغال.