تعيش مدن الشمال والجنوب الشرقي، منذ ليلة أول أمس السبت تحت رحمة موجة برد قارس، بسبب الثلوج التي تهاطلت على المرتفعات. وقد تواصلت التساقطات الثلجية اليوم الاثنين لتشمل بعض التجمعات السكانية، كمدينة بوعرفة التي استقبلت كمية مهمة من الثلوج، وانخفضت فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. وبهذا الخصوص قال عبد الله نور، رئيس كونفدرالية جمعيات غمارة، أن جبال باب برد والشاون، مكسوة بالثلوج مشيرا إلى أن المدن والقرى المتواجدة بسفوح هذه الجبال يتكون فوقها الصقيع خلال الليل والصباح، وهو ما يعمق معاناة الساكنة خاصة أمام منعها من التزود بحطب التدفئة من الغابات المجاورة. "يضطر السكان لاقتناء الخشب من جهات أخرى ليوفروا الدفء في المنازل" يقول نور، مضيفا أن "الدواوير الموجودة في خط التماس مع الثلوج تعاني بشكل كبير في ظل إمكانياتها الضعيفة التي لا تسمح باقتناء حطب التدفئة في كل مرة". نفس الوضع تعانيه أغلب دواوير صنهاجة سراير، حيث أن جبال المنطقة مغطاة بالثلوج، ويعاني سكان دواوير منطقة "بني أحمد اموكزن" و"مولاي أحمد الشريف" و"بني بونصار" من الانخفاض الشديد في درجة الحرارة. "درجة الحرارة تصل نهارا إلى درجة واحدة ويمكن أن تنخفض ليلا إلى 7 درجات تحت الصفر" يقول محمد بن يحيى أمين جمعية أمازيغ صنهاجة. وقد أكد بن يحيى ل"اليوم24″ أنه بالإضافة إلى مشاكل التدفئة والتزود بالحطب، فإن المعاناة تتعمق أكثر عندما يتعلق الأمر بحالات مرضية تحتاج إلى التنقل إلى المراكز الحضرية الأقرب كتارجيست. "عندما تحاصر الثلوج المنطقة لا يجد بعض المرضى سبيلا للوصول إلى المستشفيات، وحياة هؤلاء أصبحت مهددة كلما تهاطلت الثلوج على المنطقة" يضيف بن يحيى. هذا وكانت مديرية الأرصاد الجوية قد توقعت موجة من البرد القارس بهذه المناطق، كما توقعت اليوم أيضا أن تستمر هذه الموجهة خلال الساعات القادمة.