لازال سكان عدد من القرى المنسية يعيشون معاناة من نوع خاص، نظرا للطلب المتزايد على حطب التدفئة، لمواجهة موجة البرد التي ضربت المدن والقرى من جديد، الأمر الذي يضطر أسرا إلى قطع مسافات طويلة للحصول على خشب للتدفئة والتصدي لموجة البرد القارس التي اجتاحت عددا من المدن، فيما يضطر آخرون للمكوث في منازلهم وشراء قنطار من الحطب بمبلغ 150 درهما بعدما كان مبلغه الأسبوع الماضي لا يتجاوز 80 درهما. ويجد أطفال القرى المجاورة لخنيفرة صعوبة بالغة في متابعة الدراسة والتنقل إلى مدارسهم، بعد أن تبين أن العديد من المؤسسات التعليمية استغنت عن حطب التدفئة واستعانت بفحم من نوع خاص يسبب اختناقات للتلاميذ، الذين امتنع الكثير منهم عن متابعة دراسته. وكشفت جمعيات حقوقية ل«المساء» أن فحما خاصا يستعين به معلمون يتسرب منه دخان تسبب في اختناق عشرات التلاميذ، إضافة إلى نقل آخرين إلى المستشفى بعد أن أصيبوا بالاختناق بشكل مفاجئ. وتعيش العديد من القرى بأنفكو عزلة تامة بعدما منعت الثلوج عددا من الأسر من ولوج طرق تؤدي إلى أسواق أسبوعية تعتبر الملجأ الوحيد للتزود بالمؤونة، مما اضطر بعض القرى بخنيفرة إلى التعامل بنظام المقايضة، إذ تعمد أسر إلى استبدال الدقيق بالسكر أو بالزيت، في انتظار تدخل السلطات المسؤولة لفك العزلة عن هذه المناطق، وترميم طرق ألحقت بها الأمطار الأخيرة خسائر مادية كبيرة. واضطرت العشرات من الأسر القاطنة بالدواوير القريبة من أنفكو، والتي لازالت تجتاحها موجة صقيع باردة، إلى تحمل قساوة البرد وتهاطل الثلوج، بعد انقطاع الحطب بالمنطقة واستغلاله من طرف مضاربين بدويين، سبق أن عرضوا قنطارا من الحطب بمبلغ 80 درهما قبل أن يرفعوا ثمنه إلى 150 درهما، غير أنهم بعد أسبوع واحد احتكروا كميات كبيرة من حطب التدفئة، مما جعل السكان يجدون صعوبة طيلة الأيام الثلاثة الماضية في الحصول على حطب التدفئة، ما اضطر العديد منهم إلى شرائه من لدن تجار يعرضون قنطارا من الحطب بمبلغ 200 درهم، مستغلين أحوال الطقس السيئة التي منعت أرباب الأسر من الخروج إلى الغابات المجاورة لمنازلهم، كما يعمد بعض التجار إلى اعتماد نظام المقايضة باستبدال كومة من الحطب بكمية من الدقيق أو زيت الزيتون أو مواد استهلاكية أخرى.