جلسة مثيرة من المقرّر أن تشهدها القاعة رقم 2 بابتدائية مراكش، غدا الخميس، في ملف البيدوفيل الفرنسي»جون لوك ماري كَيوم»، المعروف ب»كالفان مراكش»، والمتابع، في حالة اعتقال، بجنحتي «التغرير بقاصرين، وهتك عرضهما». فقد قرّرت المحكمة ضم محاضر جديدة إلى الملف، التي استمعت فيها النيّابة العامة من جديد للشقيقين القاصرين من ضحايا المتهم، إذ أكدت مصادر مطلعة على القضية أن الطفلين صرّحا أمام القاضية حكيمة البحتي، نائبة وكيل الملك لدى الابتدائية نفسها، وبحضور والدتهما، بأنهما تعرضا فعلا لاعتداءات جنسية من طرف المتهم. وشددا على تشبثهما بحقهما في متابعة مغتصبهما أمام العدالة، وتمسكا بتصريحاتهما التمهيدية أمام فرقة الأخلاق العامة والنيّابة العامة نفسها، التي أكدا فيها أن الأجنبي، الذي كانا يلقبانه ب»بوبو»، كان يمارس عليهما الجنس في منزله، لمرّات عديدة، بشكل سطحي بين الفخذين، مقابل مبالغ مالية زهيدة تتراوح بين 5 و10 دراهم، بل إنه كان يمارس الجنس على أحدهما بحضور شقيقه، بعد أن ينتهي للتو من مشاهدة أشرطة إباحية. ضحيتا «كالفان مراكش» أوضحا أن تراجعهما عن تصريحاتهما، خلال الجلسة التي التأمت بتاريخ 25 دجنبر المنصرم، كان بتدخل من والدهما الذي يؤكدان أنه طلب منهما، ساعات قليلة قبل انعقاد الجلسة الخامسة من المحاكمة، التراجع عن تصريحاتهما التي تدين المتهم، بذريعة أن هذا الأخير رجل طاعن في السن، وأنه في حالة إدانة «بوبو» بعقوبة سجنية طويلة سيقضي خلف أسوار السجن، دون أن ينهي حتى العقوبة التي حُكم عليه بها. وفي المقابل، قدم إليهما والدهما عرضا مغريا مقابل هذا السيناريو «الحزين». فقد أقنعهما بأن المتهم سيمنحهما مبلغا ماليا، دون أن يحدد قيمته، في حالة تراجعهما عن تصريحاتهما التي أدليا بها أمام الضابطة القضائية والنيّابة العامة، وتبرئته من طرف المحكمة من التهمتين اللتين يتابع بهما. أكثر المشاهد إثارة خلال الجلسة المقبلة، هو حين ستواجه المحكمة والد الضحيتين بتصريحاتهما الأخيرة، بعد أن نفى في جلسة سابقة، تقدمه بأية شكاية ضد المتهم، الذي قال إنه بريء من التهم المتابع بها، وموضحا بأن علاقة صداقة كانت تربطه به منذ ثلاثين سنة خلت، وأنه تعرّف عليه منذ كان عمره في مثل سن طفليه حاليا أو أكثر بقليل، قبل أن تواجهه المحكمة بتصريحات المتهم نفسه أمام الضابطة القضائية، التي أكد فيها أنه كان يستقبل الشقيقين القاصرين رفقة والديهما لمدة قد تصل أحيانا إلى يومين بمنزله، وأنه كان يخصص غرفة مستقلة للوالدين، بينما كان طفلاهما ينامان في حضنه على السرير نفسه بغرفته!. شهادات المصرحين ستكون حاسمة في هذا الملف. فمن المقرّر أن تستمع المحكمة، خلال الجلسة السابعة، إلى ستة أطفال من أصدقاء الضحيتين، الذين كانوا يرافقونهما إلى منزل المتهم الفرنسي، بالإضافة إلى صاحب دكان للبقالة مجاور للمنزل نفسه، الذي صرّح أمام فرقة الأخلاق العامة، خلال مرحلة البحث التمهيدي، أن المتهم كان متعودا على استقبال القاصرين بمنزله والتغرير بهم.