مجددا سيمثل أمام القضاء ضحيتا البيدوفيل الفرنسي جون لوك ماري كَيوم، المعروف ب «كالفان مراكش»، يوم الاثنين القادم 11 ماي الجاري، وذلك من أجل الإدلاء بشهادتيهما، في جلسة مغلقة، أمام الغرفة الجنحية الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمراكش. الشقيقان القاصران من ضحايا البيدوفيل الفرنسي سبق لهما أن صرّحا، خلال المرحلة الابتدائية من المحاكمة، بأن المتهم الأجنبي كان يمارس عليهما الجنس في منزله، لمرّات عديدة، مقابل مبالغ مالية زهيدة تتراوح بين 5 و10 دراهم، بل إنهما قالا إنه كان يجبرهما على مشاهدة أشرطة إباحية، ويمارس الجنس على أحدهما بحضور شقيقه. كما سبق لهما أن صرّحا، أمام الضابطة القضائية والنيّابة العامة، بأن المتهم الفرنسي، الذي يلقبانه ب»بوبو»، كان يستقبلهما بمنزله، إما بمفردهما، أو برفقة والديهما، اللذين كان يخصص لهما غرفة مستقلة، بينما كانا ينامان في حضنه على السرير نفسه بغرفته. وقالا إنه كان يغريهما باللعب والهدايا والحلويات، وكان ينفحهما بمبالغ مالية زهيدة مقابل أن يمارس عليهما الشذوذ الجنسي. وبينما أكد أحدهما، وهو من مواليد سنة 2004، بأن المتهم كان يمارس عليه الجنس بشكل سطحي بين الفخذين، على فترات متباعدة، صرّح شقيقه، الذي يكبره بسنتين، بأن «بوبو» كان يجبره على مشاهدة أشرطة إباحية بحاسوبه، وبعد أن ينتهي من ذلك كان يمارس عليه الجنس، لمرّات عديدة، عن طريق إيلاج عضوه التناسلي في مؤخرته بحضور شقيقه الأصغر. الرحلة الطويلة للقاصرين أمام القضاء في هذا الملف المثير دامت أكثر من ستة أشهر. فقد تم الاستماع إليهما من طرف فرقة الأخلاق العامة، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، رفقة قاصرين آخرين، في اليوم نفسه الذي تم فيه توقيف المتهم الفرنسي، وامتدت جلسات الاستماع في مقر ولاية الأمن لأكثر من خمس ساعات متواصلة، إذ انطلقت من الساعة التاسعة مساء واستمرت حتى الرابعة من صباح اليوم الموالي، قبل أن يحضر الأطفال الضحايا من جديد على الساعة الثامنة من صباح اليوم نفسه إلى مقر فرقة الأخلاق العامة، التي أحالتهما على النيّابة العامة بابتدائية مراكش، حيث استمر الاستماع إليهم حتى حدود الساعة الخامسة مساء، لتنطلق بعدها أولى جلسات المحاكمة الابتدائية، في أواخر شهر نونبر من السنة المنصرمة، التي اقتصر فيها الحضور على الشقيقين اللذين كانت ترافقهما والدتهما، قبل أن تقرر المحكمة الاستماع إلى شهادتيهما لأول مرّة، بتاريخ 25 دجنبر، وهي الجلسة التي تراجعا فيها عن تصريحاتهما التي تدين البيدوفيل الفرنسي، قبل أن يُعاد الاستماع إليهما من طرف النيّابة العامة في محاضر جديدة، فجرّا فيها مفاجأة من عيّار ثقيل، حين أكدا بأن والدهما هو من دفعهما إلى تغيير أقوالهما، ليتقرر متابعة والدهما قضائيا. ضحيتا «كالفان مراكش» وقفا مرّة أخرى أمام القضاء، يوم الأربعاء 18 مارس المنصرم، ولكن في تلك المرّة للإدلاء بشهادتيهما في الملف الذي يتابع فيه والدهما بجنحتي: «إعطاء القدوة السيئة للأبناء، وحمل الغير على الإدلاء بتصريحات كاذبة في قضية جنحية عن طريق الوعود والهدايا»، على خلفية التصريحات التي أدليا بها في محاضر الاستماع إليهما من طرف نائبة وكيل الملك بالابتدائية نفسها، حكيمة البحتي، وأكدا فيها بأن والدهما طلب منهما، ساعات قليلة قبل انعقاد جلسة 25 دجنبر المذكورة، التراجع عن تصريحاتهما ضد البيدوفيل الفرنسي المدان من طرف المحكمة نفسها بسنتين سجنا نافذا بتهمة «التغرير بقاصرين، وهتك عرضهم بدون عنف»، موضحين بأن والدهما قال لهما إن المتهم رجل طاعن في السن، وإنه في حالة إدانته بعقوبة حبسية طويلة سيقضي خلف أسوار السجن، دون أن ينهي حتى العقوبة التي سيُحكم عليه بها، بل إنه أقنعهما بأن المتهم سيمنحهما مبلغا ماليا في حالة تراجعهما عن متابعته، وتبرئته من طرف المحكمة من التهمتين اللتين يتابع بهما.