حتى وهو قابع في سجن بولمهارز على خلفية إدانته بسنتين سجنا نافذا بتهمة «التغرير بقاصرين، وهتك عرضهم بدون عنف»، لازالت الاعترافات التي أدلى بها البيدوفيل الفرنسي جون لوك ماري كَيوم، المعروف ب «كالفان مراكش»، أمام فرقة الأخلاق العامة، تشدّد الخناق على والد ضحيتيه القاصرين، المتابع بدوره بجنحتي: «إعطاء القدوة السيئة للأبناء، وحمل الغير على الإدلاء بتصريحات كاذبة في قضية جنحية عن طريق الوعود والهدايا». فقد حددت ابتدائية مراكش 11 فبراير الجاري تاريخا للجلسة الثانية من محاكمة والد ضحيتي «كَيوم»، بعد أن واجهته في الجلسة الأولى، التي التأمت أول أمس الأربعاء، بالاعترافات التي أدلى بها البيدوفيل الفرنسي أمام الضابطة القضائية، والتي أكد فيها بأنه كان يستقبل الشقيقين القاصرين برفقة والديهما لمدة قد تصل أحيانا إلى يومين بمنزله، وكان يخصص غرفة مستقلة للوالدين، بينما كان طفلاهما ينامان في حضنه على السرير نفسه بغرفته. والد الضحيتين ردّ على أسئلة المحكمة بأن المتهم الفرنسي كان يستقبله رفقة زوجته وأبنائه في منزله بحي الإنارة بمراكش لأسابيع، بعد أن أصبح أصهاره يرفضون استقباله بمنزلهم، إثر دخوله في خلاف مع زوجته التي تقيم وابنيها بمنزل عائلتها. وأكد بأن المتهم الفرنسي كان ينام في صالون، ويخصص له –فعلا- غرفة مستقلة رفقة زوجته، بينما ينام الطفلان بغرفة تحوي سريرين. وأضاف بأنه يرتبط بعلاقة صداقة مع المتهم منذ ثلاثين سنة، وأنه تعرّف عليه منذ كان عمره 13 سنة، موضحا بأن «كَيوم» كان دائم التردد على المغرب منذ أن كان منتميا إلى حركة «الهيبيبز» في الستينيات والسبعينيات، إذ كان ينظم وقتها جولات على متن سيارته لأصدقائه من فرنسا باتجاه العديد من المدن المغربية، قبل أن يقرّر الإقامة في مراكش، بعد تقاعده من عمله في وطنه الأم. والد الضحيتين صرّح بأن المتهم الفرنسي كان يعطف على ابنيه، وكان يقدم مساعدات مالية لعائلته من راتبه الذي قال بأنه لا يتجاوز 5000 درهم شهريا، نافيا أن يكون ابناه تعرّضا لأي اعتداء جنسي من طرف «كَيوم»، الذي قال بأنه كان يتعامل معهما مثل ابنيه، وأنه اعتاد على معانقتهما منذ صغرهما، وكان يرتب على كتفيهما ويداعب شعر رأسيهما حتى يناما. وقد واجهته المحكمة بمضمون المحاضر الجديدة التي على أساسها تمّت متابعته، والتي قرّر القضاء ضمّها إلى الملف الأصلي، والتي استمعت فيها نائبة وكيل الملك بالابتدائية نفسها، حكيمة البحتي، من جديد للشقيقين القاصرين من ضحايا المتهم الفرنسي، وأكدا فيها بأن والدهما طلب منهما، ساعات قليلة قبل انعقاد جلسة 25 دجنبر المنصرم، التراجع عن تصريحاتهما التي تدين كَيوم، بذريعة أن هذا الأخير رجل طاعن في السن، وأنه في حالة إدانته بعقوبة حبسية طويلة سيقضي خلف أسوار السجن، دون أن ينهي حتى العقوبة التي سيُحكم عليه بها، بل إنه أقنعهما بأن المتهم سيمنحهما مبلغا ماليا في حالة تراجعهما عن متابعته، وتبرئته من طرف المحكمة من التهمتين اللتين يتابع بهما. والد الضحيتين قال بأن تصريحات ابنيه كانت بضغط من عائلة زوجته، التي قال بأنها كانت تستقبل المتهم الفرنسي بمنزلها، وتعلم بعلاقة الصداقة التي تجمعهما. وأضاف بأن كَيوم حاول التدخل لرأب صدع خلافه مع زوجته. فقد اصطحبها رفقة ابنيه على متن سيارته إلى مدينة الجديدة، حيث كان يقيم لدى أحد معارفه. وأكد بأن واقعة اعتقال المتهم علم بها عن طريق أحد أصهاره، الذي اتصل به هاتفيا مخبرا إياه بأن صديقه الفرنسي تم توقيفه بتهمة اغتصاب ابنيه، مشددا على أنه لم تكن تساوره أدنى شكوك في براءة البيدوفيل الفرنسي الذي يلقبه ضحيتاه ب»بوبو».