معطيات مثيرة كشف عنها التحقيق مع البيدوفيل الإيطالي «ماوْري دوفيليو»، المعتقل حاليا بسجن بوملهارز بمراكش، بتهمة ارتكاب جنحتي: «التغرير بقاصر، وهتك عرضه دون عنف»، بعد أن أوقفته دورية مشتركة مكونة من: قائد ملحقة «تمصلوحت»، وعون سلطة وعناصر القوات المساعدة والدرك الملكي، قبل حوالي شهر، وهو متلبس بممارسة الجنس مع طفل مغربي من مواليد سنة 2002، داخل سيارته في منطقة بعيدة عن التجمعات السكنية بالجماعة القروية «تمصولحت»، التي تبعد عن مراكش بحوالي 15 كيلومترا، قبل أن تتم إحالته على المركز القضائي التابع لسرية الدرك الملكي بتحناوت بإقليم الحوز، حيث تقرّر وضعه رهن الحراسة النظرية والاستماع إليه في محضر رسمي، ليتم تقديمه أمام النيّابة العامة بابتدائية مراكش، التي قرّرت إحالته على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها. وحسب مصادر مطلعة على القضية، فقد كانت تصريحات الطفل متطابقة أمام الدرك الملكي والنيّابة العامة وقاضي التحقيق، فقد أكد أنه وبينما كان متوجها نحو وادي البهجة، الذي يبعد عن مركز الجماعة بحوالي 3 كيلومترات، من أجل اللعب والاستجمام، توقف شخص أجنبي مُسنّ على متن سيارة خضراء اللون، واستفسره عن وجهته مخاطبا إيّاه بلغة عربية يبدو أنه لا يجيد كثيرا التحدث بها، وطلب منه الركوب معه، وهو ما قام الطفل بتلبيته، إذ سلمه المتهم قطع حلويات وتابع سيره، سالكا وجهة مغايرة للطريق المؤدية للوادي. وعندما حاول الطفل تنبيهه إلى أنه يسير في وجهة غير صحيحة، رد عليه بأن كل الطرق تؤدي إلى الوادي، قبل أن يركن سيارته بمكان خلاء يُدعى» الميسيخة». ويمضي الضحية في رواية التفاصيل الأكثر إثارة قائلا «فتح السائح الأجنبي الباب الخلفي للسيارة، ثم دعاني إلى الركوب بالمقاعد الخلفية. شعرت بخوف وهلع شديدين، إلا أنه حاول طمأنتي وتهدئة روعي. ترجل مرة أخرى من السيارة وحمل قنينة ماء، ونزع سروالي دون رضاي، وغسل عضوي التناسلي، ثم قام بمداعبته بيده، قبل أن ينحني إلى الأسفل ويولج عضوي في فمه، ويشرع في إشباع رغباته الجنسية الشاذة، دون أن أتمكن من ثنيه عمّا يقوم به». لم تستمر المتعة الجنسية الشاذة طويلا. فقد صرّح الطفل بأن البيدوفيل اضطر إلى توقيف ممارسته الجنسية خشية أن يفتضح أمرهما، بعد أن مرّ بالمكان صاحب دراجة نارية، الذي يبدو أنه أخبر السلطات المحلية بفضيحة البيدوفيليا الجديدة التي هزت مراكش. فما هي إلا لحظات قليلة حتى تمت مباغتتهما من طرف قائد المنطقة رفقة عون سلطة ودورية من القوات المساعدة، ثم التحقت بهم دورية للدرك الملكي، التي وجدت الطفل يجلس القرفصاء بالمقاعد الخلفية للسيارة، وهو يبكي وفي حالة فزع شديد، ومجردا بشكل جزئي من سرواله من نوع «دجين»، ومن ملابسه الداخلية، وقد بدت عليها آثار سائل. أخرج أفراد الدورية المشتركة الضحية من السيارة وحاولوا تهدئته، قبل أن يفجر في وجههم مفاجأة من عيار ثقيل، حين استفسروه عن سر تواجده في مكان خلاء رفقة شخص أجنبي، ليصرّح بأن المتهم أغراه بقطع حلويات، ووعده بإعطائه مبالغ مالية، ثم نزع له ملابسه الداخلية وطفق يمص عضوه التناسلي. وبينما كان الضحية يبكي مدليا بأولى تصريحاته الرسمية لأفراد الدورية، كان المتهم الإيطالي يصرخ بأعلى صوته، باللغة الفرنسية، مدعيا بأنه بريء من الاتهامات التي يسوقها الطفل ضده، وزاعما أنه كان يقوم بجولة بطلب من الضحية لاكتشاف المناظر الطبيعية، غير بعيد عن مراكش التي يزورها بين الفينة والأخرى، التي يقيم بإحدى مناطقها السياحية الراقية بشارع محمد السادس. ظل المتهم الإيطالي ينفي رواية الضحية، بل إنه ادعى أنه يعاني من عجز جنسي، وعضوه التناسلي لا يقوى على الانتصاب بسبب إصابته بمرض في المسالك البولية، وأضاف خلال الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية، وأثناء استنطاقه أمام النيّابة العامة بابتدائية مراكش، وإعداديا وتفصيليا أمام قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، أنه كان يزور السوق الأسبوعي بتمصولحت، واسترعى انتباهه الطفل وهو يلوح بيده للسيارات، فتوقف وأقله نحو الوجهة التي يريد بلوغها، قبل أن يطلب منه سلك طريق أخرى لرؤية مناظر طبيعية. هذا، وعرفت القضية منعطفا مثيرا، بعد أن تقدم والد الطفل أمام قاضي التحقيق بابتدائية مراكش، محمد صابري، بتنازل عن الشكاية التي سبق أن تقدم بها ضد المتهم، الذي سيمثل أمام ابتدائية مراكش، بعد غد الجمعة، في إطار الجلسة الثانية من محاكمته، بعد أن تم تأجيل الجلسة السابقة استجابة لملتمس تقدّم به محامي المتهم من أجل تأخير الجلسة، لمنحه مهلة لإعداد الدفاع.