قرّرت ابتدائية مراكش، أمس الخميس، رفض السراح المؤقت للبيدوفيل الفرنسي «جون لوك ماري كَيوم»، الذي تتابعه النيّابة العامة بالمحكمة نفسها بجنحتي «التغرير بقاصرين وهتك عرضهم»، محددة الخميس 25 دجنبر الجاري موعدا للجلسة المقبلة. وقد علل دفاع المتهم ملتمس تمتيعه بالسراح المؤقت مقابل أدائه كفالة مالية، بكون المتابعة في حالة اعتقال تدبير استثنائي لا يلائم الظنين، الذي لفت دفاعه إلى أن صحته عرفت تدهورا خلال اعتقاله بالسجن المدني المحلي «بوملهارز»، وبأنه محروم من ملابسه وأغراضه الشخصية بسبب حجز مفتاح منزله من طرف الضابطة القضائية. وأضاف بأن ضمانة حضوره أمام المحكمة متوفرة،على اعتبار أن إمكانية مغادرته للتراب الوطني غير متاحة، بسبب حجز جواز سفره على ذمة القضية، مشيرا إلى أن المتهم تم إلباسه جلباب البيدوفيليا في ملف فارغ من وسائل إثبات إدانة المتهم بالأفعال الإجرامية المنسوبة إليه، موضحا بأن الشهادة الطبية المدلى بها من طرف عائلة الطفلين الشقيقين لا تؤكد تعرضهما للاغتصاب، فضلا عن كون حالة التلبس منتفية لعدم ضبطه متلبسا بالأفعال المنسوبة إليه، مشيرا إلى أن الضابطة القضائية والنيّابة العامة اعتمدتا في اتخاذ قرار اعتقاله على تصريحات القاصرين الشقيقين. من جهته، التمس ممثل الحق العام من المحكمة رفض السراح المؤقت للمتهم، معتبرا بأن الأفعال الإجرامية الخطيرة التي ارتكبها ألحقت أضرارا بليغة بسمعة المغرب، وتسببت في معاناة نفسية لضحاياه من الأطفال القاصرين، وهي المعاناة التي لا يمكن مقارنتها مع نزلة البرد التي يدعي المتهم بأنه أصيب بها خلال فترة اعتقاله. كما قرّرت المحكمة إعادة استدعاء جميع الأطفال القاصرين من ضحايا البيدوفيل، بمن فيهم الأطفال الستة المصرحين في محضر الضابطة القضائية، فضلا عن إعادة توجيه الاستدعاء للقاصرين الشقيقين، اللذين حضرا جلسة أمس، بعدما سبق لهما أن صرحا أمام فرقة الأخلاق العامة بأن الأجنبي كان يمارس عليهما الجنس في منزله، لمرّات عديدة، بشكل سطحي بين الفخذين مقابل مبالغ مالية زهيدة تتراوح بين 5 و10 دراهم، ومؤكدين على تشبثهما بمتابعة مغتصبهما أمام العدالة. هذا، وقد حضر جلسة أمس والد الطفلين الشقيقين، بعد أن تخلف عن حضور الجلسات السابقة، موكلا إلى والدتهما الحضور برفقتهما بدلا منه، إذ من المقرّر أن تواجهه المحكمة بتصريحات المتهم الفرنسي أمام الضابطة القضائية، والتي أكد فيها بأنه كان يرتبط بعلاقة صداقة معه منذ مدة طويلة، وبأنه كان يستقبل الشقيقين القاصرين برفقة والديهما لمدة قد تصل أحيانا إلى يومين بمنزله، وكان يخصص غرفة مستقلة للوالدين، بينما كان طفلاهما ينامان إلى جانبه على السرير نفسه بغرفته. وقد قرّرت المحكمة توجيه استدعاء فوري للمترجم المحلف من أجل حضور الجلسة المقبلة، مرجئة البت في الملتمس الذي كان تقدم به المتهم شخصيا خلال الجلسة السابقة، والمتعلق بإجراء خبرة طبية نفسية عليه، وعلى الطفلين القاصرين، وبانعقاد المحاكمة في جلسات مغلقة.