تمكن قسم مكافحة المافيا بالشرطة الإيطالية بداية الأسبوع الجاري من إيقاف أربعة إيطاليين بعد إقتحام منازلهم في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين الماضي بمدينة ليتشي جنوبإيطاليا.الموقوفون الأربعة متهمون بتعذيب شقيقين مغربيين يعملان كبائعين متجولين بذات المدينة. وتعود وقائع القضية إلى يوم 29 يونيو الماضي حين تقدم شابين مغربيين برفقة أفراد من عائلتهما إلى مستعجلات مستشفى إقليم ليتشي وهما في حالة جد حرجة وملابسهما ملطخة بالدماء ، بعد تقديم الإسعافات الأولية وأمام خطورة الإصابة التي تعرض لها الشابين ولشكوك الأطباء فيما حدث للمغربيين إتصلت إدارة المستشفى برجالالأمن ، وهناك بدأت تحريات الأمن بالبحث مع المغربيين لفهم ما تعرضا له وفعلا تمكن الأمن من التعرف على الجناة مادام المعتدى عليهم والمعتدون يعرفون بعضهم البعض.
غير أن القبض على المسؤولين على الإعتداء لم يكن بالأمر الهين لأن أسماؤهم مرتبطة بالجريمة المنظمة وبالمافيا الإيطالية والتي تشتهر بها المنطقة على الصعيد الأوروبي ،خاصة وأن أحدهم وهو قائد المجموعة معروف مسبقا لدى الأمن بصلاته مع هذا النوع من العصابات كما أن شقيق نفس الشخص سبق وأن قتل مغربيا إغتصب خطيبته واعتدى عليها وذلك سنة 2008 في شمال إيطاليا ، وبالفعل لم يتم القبض على الأشخاص الأربعة إلا بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر بينما ظل متهم خامس في حالة فرار.
وتمكن الإيطاليون المعتقلون في مرحلة أولى من إستدراج أحد المغربيين إلى مكان مهجور وطلبوا منه أن يدلّهم على مكان تواجد أخيه غير أنه رفض فبدأوا بتعذيبه وذلك بإحداث جروح غائرة في مختلف أنحاء جسده وللإمعان في تعذيبه بدأوا برش الكحول والملح على جروحه وفي نفس الآن إنطلق فردين من المجموعة في رحلةٍ لإحضار المغربي الآخر ، وفعلا تأتّى لهم ذلك بعدما وجدوه في أحد مقاهي مركز المدينة فكان مصيره مصير شقيقه الأصغر ونال نصيبه من التعذيب أيضا وبنفس الطريقة.
وحسب رواية الجناة للأمن فالمغربيين رفضا أن يؤديا لهم ديْناً بذمتهما ، ويتعلق الأمر بمبلغ خمسة آلاف أورو (حوالي 55 ألف ردهم) ، لكن المهاجريْن المغربيين نفيا ربط ما تعرضا له بذلك موردين بأنهما أديا كل ما بذمتهما للأشخاص الآخرين. ولا تستبعد منابر إعلامية أن تكون للحادث علاقة بتصفية حسابات مرتبطة بالمتاجرة في الممنوعات ،هذا وتم تقديم الإيطاليين الأربعة للمحاكمة بتهمة إحتجاز وتعذيب أشخاص وتكوين عصايات إجرامية على صلة بالمافيا.