أرجأت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، الأربعاء الماضي، البت في الملف، الذي يتابع فيه ثلاثة متهمين من أسرة واحدة من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد في حق الأول، والمشاركة بالنسبة إلى الثانية والثالثة، إلى 26 يونيو المقبل، ويتعلق الأمر بشاب في 28 من العمر، ووالدته الخمسينية، التي تتابع في حالة سراح، وشقيقته ذات 23 عاما. ويستفاد من محضر الضابطة القضائية، المنجز من طرف ولاية الأمن بمكناس، أن مصلحة الشرطة أشعرت بوجود شخص مصاب بجروح بليغة بحي وجه عروس، نقل على إثرها إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس، الذي مكث به بضعة أيام قبل أن يلقى حتفه متأثرا بالإصابات البليغة التي تعرض لها. وعند انتقال عناصر الضابطة القضائية إلى المستشفى المذكور، تبين أن الأمر يتعلق بشاب، عاينت عليه جروحا بأنحاء مختلفة في جسمه. وعند الاستماع إلى والد الضحية، صرح أن المتهم الأول حضر إلى منزله رفقة خاله وثلاثة أشخاص آخرين، وأثناء الحديث إليهم شاهد المتهمة الثانية وابنتها تحملان قنينتين من «الماء القاطع»، فتوجهتا مباشرة نحو الضحية وقامتا برشه بالسائل الحارق، قبل أن يهاجمه المتهم الأول ومرافقوه ويوجهوا له طعنات بواسطة أسلحة بيضاء كانوا مدججين بها، إلى أن خارت قواه وسقط أرضا. وعند الاستماع تمهيديا إلى المتهم الأول، صرح أنه بسبب خلافات سابقة مع الضحية، قصد منزله مرفوقا بشخصين وبحوزتهم سكاكين، وبينما هو يتحدث إلى والد الهالك سمع صراخ شقيقته فتوجه نحوها ليجدها تتعرض للتعنيف من قبل الضحية، فقام بطعنه بواسطة سكين، بعدما تمكن مرافقاه من إحكام قبضتهما عليه، وتركوه مدرجا في دكائه على الأرض وسافروا جميعا إلى مدينة فاس. في حين صرحت المتهمة الثانية (الأم) أنها قبل تاريخ الواقعة بحوالي أسبوعين، فوجئت بثلاثة أشخاص يهجمون على منزلها، ضمنهم الضحية، وسألوها عن ابنها فأخبرتهم أنه غير موجود، مضيفة أنه كانت بحوزتها قنينتان من «الماء القاطع» ساعة الحادث، حملتهما تحسبا لأي اعتداء عليها، مفيدة أن ابنتها أخذت سكينا من المطبخ ودسته تحت ملابسها، مؤكدة أنهما اعترضا الضحية وقامتا برشه بالسائل عينه، فتوقف متألما جراء ذلك، وهو الوقت الذي حضر فيه ابنها وشقيقها وشرعوا في ضربه جميعا بالسكاكين. ومن جانبها، صرحت المتهمة الثالثة (الابنة) أنها قامت برش الضحية بالمادة الحارقة المذكورة، ليلتحق بها شقيقها وخالها اللذان عمدا إلى طعنه بالسلاح الأبيض. وخلال استنطاق المتهمين إعداديا وتفصيليا، تراجعوا عن تصريحاتهم التمهيدية، باستثناء المتهم الأول الذي اعترف بالمنسوب إليه. واستمع قاضي التحقيق كذلك إلى الشهود، الذين أكدوا جميعا، بعد أدائهم اليمين القانونية، قيام المتهمين بالأفعال المنسوبة إليهم، مجمعين على أن المتهمتين الثانية والثالثة قامتا بتحريض المتهم الأول وتشجيعه على ارتكاب جناية القتل، من خلال مخاطبته بعبارة «قتلو…اقتل الحرام». مكناس: عبد المجيد بوشنفى