حسم المجلس الاداري للشركة الوطنية للاستثمار، المنعقد اليوم الثلاثاء، في استقالة المدير العام للمجموعة حسن بوهمو، حيث تم قبولها، ليتم تعويض بوهمو بمدير جديد هو حسن الورياغلي. وسيظل تاريخ الثلاثاء 30 شتنبر، عالقا بذهن حسن بوهمو، رئيس الهولدينغ الملكي، ففي هذا اليوم، غادر بوهمو الهولدينغ الملكي بعد 13 سنة على رأس الشركة التي اجتاز بها رياح الربيع المغربي العاتية، وحولها من الاستثمار في الصناعات الغذائية، إلى الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية البعيدة نسبيا عن الأنظار. الرحيل المفاجئ لبوهمو يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول أسبابه الحقيقية وتوقيته وخلفياته، خاصة أن الكثيرين فوجئوا بقرار خروج أحد العقول التي تدير الثروة الملكية، وتتحكم في جزء أساسي من رقم معاملات «البزنس» الكبير في المملكة (ثاني أكبر بنك في المغرب، التجاري وافابنك، في ملكية sni). أشرف حسن بوهمو، الرئيس المدير العام السابق ل»الشركة الوطنية للاستثمار»، على تنفيذ المخطط الاستراتيجي الجديد، الذي انخرط فيه الهولدينغ الملكي شهر مارس من سنة 2010، والذي أفرز واقعا جديدا يقضي بحل مجموعة «أونا» وإلحاقها بالشركة الوطنية للاستثمار، الأمر الذي سمح بإنجاز أكبر عملية اندماج وحيازة في تاريخ الاقتصاد الوطني، حيث أفضت إلى ميلاد مجموعة «SNI» القابضة. المجموعة الجديدة، أرست توجها جديدا أُطلق عليه «المساهم المهني»، تهدف من خلاله إلى الاستثمار واحتضان مشاريع ذات مردودية منتظرة عالية تطرح في البورصة حالما تتوفر فيها شروط الانتقال إلى مرحلة الاستقلالية. وأشرف بوهمو على تنفيذها، لدوافع وقناعات مهنية واقتصادية بحتة، تتوخى من خلالها مواكبة التقدم والنمو الاقتصادي الذي يعرفه المغرب والإشعاع الجهوي والقاري لفاعليه الاقتصاديين، بالإضافة إلى ضمان وتنمية مردودية استثمارات المساهمين سواء الصغار منهم أو المساهمين المؤسساتيين الوطنيين والدوليين. وبموجب هذه الاستراتيجية، خفض الهولدينغ الملكي مساهماته في قطاع الصناعات الغذائية، حيث بدأ في توجيه استثماراته نحو قطاعات أخرى، أهمها الطاقات المتجددة، والتوزيع والاتصالات، إلى جانب القطاع العقاري.