نشرت مجلة "العلم لطب الترجمة" الصادرة عن الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، دراسة جديدة تبرز فوائد الرضاعة الطبيعية على الأم والطفل معا. وتقول الدراسة ان الرضاعة الطبيعية تساعد أجسام الرضع على مقاومة العدوى وتقيهم من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية على رأسها الإصابة ب "السالمونيلا" (مرض بكتيريّ شائع يصيب الجّهاز الهضمي) وأجرى الباحثون دراستهم على النسانيس الصغيرة وهو نوع من أنواع القردة، لقياس آثار حليب الأم على جهاز المناعة، بالمقارنة مع التغذية الصناعية، خلال الأشهر الستة الأولى من حياة النسانيس الرضيعة. وفوجئ الباحثون بتطور واستمرار نوعين متميزين من بكتيريا الجهاز المناعى فى الحيوانات التى تلقت حليب الثدى، واختفائها عند المجموعة التى تمت تغذيتها صناعيًا، واستمرت تلك الاختلافات حتى ستة أشهر بعد حدوث الفطام. إختلافات مناعية تتبع فريق البحث مصدر تلك الاختلافات المناعية، حتى وصلوا إلى بكتيريا القناة الهضمية، التى تتشكل بفعل النظام الغذائي فى وقت مبكر من حياة الصغار. ووجد الباحثون أن الحيوانات التى تغذت على حليب الثدي تشكلت لديها المزيد من الخلايا المناعية التى يعتقد أن لها أهمية فى الوقاية من عدوى السالمونيلا الغازية، فى المقابل فإن الأشخاص الذين لا تتشكل لديهم تلك الخلايا المناعية، فى وقت مبكر من الحياة، بفضل التغذية الصناعية، قد يكونون أقل قدرة على مقاومة عدوى السالمونيلا فى وقت لاحق. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن البكتيريا المعوية التى تتشكل فى الأسابيع الأولى من عمر الطفل، تترك بصمة دائمة على الجهاز المناعى، قد تؤثر على كيفية استجابة الفرد للعدوى فى وقت لاحق من الحياة. السالمونيلا والسالمونيلا هى مرض بكتيري شائع يصيب الجهاز الهضمي، وعادة ما تعيش بكتيريا السالمونيلا في أمعاء الإنسان والحيوان، وتنتقل مع البراز، حيث يُصاب الإنسان بها من مصادر المياه أو الطعام الملوث؛ مثل الدواجن، واللحوم، والبيض. وعادة ما يعاني المصابون بالسّالمونيلا من الإسهال، والحمى، وتشنجات البطن خلال 12 إلى 72 ساعة، وتستمر الأعراض بين أربعة حتى سبعة أيام، ويتعافى معظم المصابين الأصحّاء ، لكن في بعض الحالات، يسبّب الإسهال جفافا حاد يتطلب عناية طبية فورية، كما يمكن أن تحدث مضاعفات تهدد الحياة إذا انتشرت العدوى إلى خارج الأمعاء. وتنصح منظمة الصحة العالمية بأن يظل حليب الأم هو مصدر الغذاء الرئيسي للطفل حتى سن 6 أشهر، وتوصي بالاستمرار لاحقا فى الرضاعة الطبيعية حتى وصول عمر الطفل إلى عام على الأقل.