أول فيلم سينمائي ناطق بالحسانية، «ري الظلمة» سيرى النور قريبا، ليلقي بدوره الضوء على مشاكل القبائل الجنوبية الصحراوية، ويومياتها. الفيلم الذي سيكون أول عرض له في مدينة العيون هو من إخراج أحمد بايدو. السينما المغربية تقترب من تسجيل أول ميلاد لفيلم ناطق بالحسانية «ري الظلمة»، الذي من يوقعه أحمد بايدو إخراجا، ومحمد فاضل الجماني في السيناريو والحوار، والطالبي الغالي إنتاجا. الفيلم الذي تطلب حوالي ثلاثة أشهر من العمل، ما بين أبريل ويونيو الماضيين، ما بين الإعداد والكاستينغ والتصوير، تبعا لم صرح به مخرجه في حديث ل» اليوم 24 »، هو الآن في مراحله الأخيرة، حيث يصارع الزمن ليكون جاهزا للعرض في الدورة المقبلة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. العيون ستكون أول مدينة يعرض فيها الفيلم بعد مروره من مهرجان طنجة، وذلك نهاية يناير 2014 أو بداية فبراير، حسب ما صرح به أحمد بايدو ، وهو الفيلم السينمائي الأول، بعد الفيلمين التلفزيين «أربعة حجرات» للمخرج ابراهيم شكيري، وفيلم «دموعك يا فريحة» للمخرجة فاطمة علي بوبكدي. ويأتي اتجاه بايدو إلى الاهتمام بالاشتغال على فيلم سينمائي ناطق بالحسانية، بعد أفلامه الوثائقية «بوغافر 33» وسلسلة «ألغاز من التاريخ» وفيلمي «تمكتيت» و»عرائس من قصب» في صنف الفيلم القصير، زيادة على «أغرابو»، الفيلم الطويل الذي نال جوائز عديدة من الجوائز والتكريمات في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية، بكل من اسبانيا وإيطاليا وفرنسا، وغيرها، ذلك أنه لقي استحسان النقاد السينمائيين، في الدورة الأخيرة من مهرجان الفيلم الوطني بطنجة. «السينما الصحراوية عموما والناطقة بالحسانية، بوجه خاص منعدمة، ومشاكل ومواضيع المعيش اليومي لسكان الأقاليم الجنوبية الغائبة عن السينما المغربية، كلها عناصر قادتني إلى هذه التجربة الأولى من نوعها، بعيدا عن أي تسييس للموضوع»، يقول المخرج في تصريح ل « اليوم 24 ». أما عن حكاية فيلم «ري الظلمة» فهي تجسيد لقصة شاب صحراوي (عالي) وصديقته (فاتو) وصديقه (الحسين) مهاجر باسبانيا، عبر ل (عالي) عن استعداده لمساعدته في بناء مستقبله، وقنطرته في ذلك الهجرة السرية إلى الخارج مقابل مبلغ مالي. وتظهر أحداث الفيلم أن هدف المهاجر هو التخلص من الشاب الصحراوي للزواج من صديقته «فاتو». وأمام الضائقة المالية التي يعيشها (عالي)، أقدم على سرقة قطيع الماعز من والدته (سكينة)، ليبيعها قصد توفير المبلغ المطلوب. ويتمكن بعدها من ركوب أمواج البحر على متن قارب صغير، دون أن ينجح في تحقيق حلمه، حيث تتوقف رحلته في وسطها بعد أن ينقلب القارب إثر هيجان مفاجئ للبحر، يغرق الشباب الممتطي للقارب وأحلامه، باستثناء الشاب «عالي» وزميل له، اللذين يستطيعان النجاة بفضل بعض الرحل، لتبدأ رحلة حلم آخر، حلم بناء الذات داخل أرض الوطن، بالمغرب.