منذ شهور قليلة نشرت الصحافة المغربية مقالا حول فتاة مغربية سقطت ضحية وسيطة، وعدتها بتهجيرها إلى الهند للعمل مربية لطفلتها مقابل راتب شهري مغرٍ وبعد أن تكفلت الوسيطة بجميع مصاريف الوثائق الإدارية، رافقت الضحية إلى النيبال، حيث أقامتا في فندق، ثم توجهتا بعد ذلك إلى العاصمة الهندية نيودلهي. وحسب تقارير صحفية اعتمدت على شهادة الفتاة، «بدأت الفتاة المغربية تباشر عملها كمربية، إلى أن وجدت نفسها وحيدة في البيت بعدما اختفت العائلة، وظلت تنتظر عودة مشغلتها، لكن دون جدوى». اضطرت الفتاة إلى الخروج بحثا عن حل لورطتها، وهناك ستقع في يد رجال شرطة هنود تناوبوا على اغتصابها بشكل متكرر، ما نتج عنه حمل ومأساة جديدة، وبشق الأنفس، وبعد معاناة مع الاغتصابات المتوالية، تمكنت الفتاة من العودة إلى المغرب. وعندما حلت بمطار محمد الخامس يوم 4 يوليوز الماضي، تم اعتقالها، وتحويلها إلى سجن عكاشة حيث قضت ما يقرب من شهر. الشرطة القضائية بولاية أمن فاس استصدرت مذكرة بحث في حق المتهمة بتزعم هذه الشبكة، والتي تبين بأنها كانت تعمد إلى انتقاء متعمد للضحايا في أوساط الفئات الهشة، معتمدة على معيار الرشاقة والجمال لدى الفتيات اللواتي تغريهن بالذهاب معها إلى الهند. وقدرت المصادر عدد الضحايا بحوالي 150 ضحية. إفريقيا أيضا أصبحت وجهة جديدة لشبكات التهجير والاتجار في الفتيات المغربيات.. «فادي اللبناني» هو اسم تعرفه الكثير من الفتيات المهجرات طوعا أو عن طريق الخداع إلى كل من أبيدجان بالكوت ديفوار وكوتونو بالبنين ولومي بالطوغو، إضافة إلى واغادوغو وداكار، إنه قواد دولي عابر للقارات، يحمل سلاحا ناريا ويتجول مثل إمبراطور في العواصم الإفريقية. «فادي» وسيط دولي لا يشتغل لوحده في هذا المجال، فهناك لبنانيون آخرون يحترفون القوادة في بلدان إفريقيا، وقد قام بترحيل فتيات مغربيات إلى عدة مناطق من العالم، بل وصلت شبكته إلى بانكوك عاصمة الدعارة العالمية، وريو دي جانيرو في البرازيل. أجمعت تقارير وريبورتاجات صحفية سابقة، اعتمدت على اللقاء المباشر مع فتيات مغربيات وجدن يمارسن الدعارة في بلدان إفريقية، على أن الوضع في إفريقيا أقل سوءا وأكثر إنسانية، حيث لا يتم احتجازهن، كما أن أوراقهن ووثائقهن توجد تحت تصرفهن، كما أن المبالغ المتحصلة من بيع أجسادهن أكبر، وهو ما ينمي مداخيلهن. في مارس الماضي أطلقت مينة الكرازبي حيدرة، رئيسة جمعية النساء المغربيات في كوت ديفوار، نداء لمواجهة الصعوبات التي تعترض المرأة المغربية المهاجرة في إفريقيا، خصوصا تلك المشاكل المرتبطة باستغلالها من طرف الشبكات المتخصصة في الدعارة، التي تقنع الفتيات بالعمل في مجالات مختلفة كالتجميل أو السياحة، ليجدن أنفسهن وقعن ضحية شبكات متخصصة في الدعارة. مينة حيدرة قالت، في تصريحات صحفية، إنه ليس من السهل على المرأة المغربية الهجرة إلى إفريقيا. مضيفة أنها في البداية ولدى ولوجها ميدان العمل كانت تتعرض للمضايقات، بسبب الصورة التي تظهر بها الفتيات المغربيات ضحايا شبكات الدعارة، واللواتي يعشن في ظروف سيئة، وهو ما كان مجلس الجالية قد أكده في موقعه الإلكتروني. خروج إعلامي آخر لمينة الكرزابي حذّرت فيه من تنامي زواج المغربيات عن طريق زواج المتعة من شباب لبنانيين يعملون ويعيشون في كوت ديفوار منذ سنوات عديدة، وهي واحدة من البلدان التي يهاجر إليها اللبنانيون بكثرة وأيضا المغاربة. وهو ما أكدته شهادات فتيات ممتهنات للدعارة بتلك البلدان، حيث أوردت ما يؤكد ذلك جريدة «الاتحاد الاشتراكي» في ريبورتاج نشر من عاصمة بوركينافاسو، ونقل الريبورتاج شهادة فتاة مغربية تمتهن الدعارة هناك، حيث أكدت «وجود مغربيات هناك يشتغلن بالحلال بعيداً عن الأعين».والمقصود بالحلال (زواج المتعة)، حيث يتم إنجاز العقد طبقاً للقانون.