أكد المنتخب الهولندي جاهزيته لخوض مونديال قطر بعدما غاب عن الذي سبقه في روسيا عام 2018، وذلك بتأهله الى نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية بصحبة كرواتيا، فيما بدأ الشك يشق طريقه الى المنتخب الفرنسي بطل العالم بسقوطه على يد الدنمارك مرة أخرى. في أمستردام، أظهرت هولندا مرة أخرى أنها وضعت خلفها خيبة الغياب عن كأس أوروبا 2016 وبعدها مونديال 2018، وذلك بتجديدها الفوز على ضيفتها بلجيكا القوية 1-صفر الأحد في ختام منافسات المجموعة الرابعة. ودخل فريق المدرب لويس فان غال الى مواجهته مع ضيفه المصنف ثانيا عالميا على خلفية 14 مباراة من دون هزيمة منذ خروجه من ثمن نهائي كأس أوروبا على يد تشيكيا (صفر-2) في 27 يونيو 2021، وقد عزز هذه السلسلة بتجديده الفوز على "الشياطين الحمر" الذين سقطوا ذهابا على أرضهم 1-4، وذلك بفضل هدف متأخر سجله قلب دفاع ليفربول الإنكليزي فيرجيل فان دايك. وبفوزه الأول على أرضه ضد المنتخب البلجيكي منذ سبتمبر 1997 في تصفيات كأس العالم (3-1)، حسم المنتخب "البرتقالي" بطاقة المجموعة الى الدور نصف النهائي، موسعا الفارق في الصدارة الى ست نقاط بعدما كان بحاجة الى التعادل أو حتى الخسارة بفارق أقل من ثلاثة أهداف لضمان التأهل الى نصف نهائي هذه البطولة التي وصل الى نهائي نسختها الأولى عام 2019 حين خسر أمام البرتغال صفر-1. وأنهت ويلز المجموعة في ذيل الترتيب وهبطت الى المستوى الثاني لسقوطها على أرضها أمام بولندا بهدف سجله كارول سفيدرسكي (58). ويعتبر هذا الظهور القوي للمنتخب البرتقالي الذي سيستضيف الأدوار النهائية (نصف نهائي ونهائي) على أرضه بين 14 و18 حزيران/يونيو، استعدادا جيدا قبل مونديال قطر الذي يستهله أمام السنغال بطلة إفريقيا في 21 نوفمبر المقبل، قبل مواجهة أصحاب الأرض والإكوادور. وجاءت البداية متوازنة لكن مع انعدام الفرص على المرميين حتى الدقيقة 29 حين سدد دنزل دمفريس كرة علت العارضة البلجيكية بقليل. واضطر بعدها فان غال لإجراء تبديل اضطراري بإصابة ستيفن بيرخاوس الذي ترك مكانه لكودي غاكبو (30)، تزامنا مع بقاء الوتيرة على ما هي من دون تهديد للمرميين حتى نهاية الشوط الأول. ولم يتغير الوضع في الشوط الثاني الذي جاء باهتا أيضا حتى الدقيقة 67 حين تألق الحارس الهولندي في صد محاولة أمادو أونانا بعد تمريرة جميلة من كيفن دي بروين. وأخيرا استفاق الفريقان ونجحت هولندا في الوصول الى الشباك من ركلة ركنية نفذها غاكبو من اليسار وارتقى لها فان دايك عاليا وحولها في شباك تيبو كورتوا (73)، ثم كانت قريبة من هدف ثان لكن محاولة ستيفن بيرخفين هزت الشباك الجانبية (76). وردت بلجيكا بمحاولة لتيموتي كاستانيي من زاوية صعبة مرت بجوار القائم (78)، قبل أن تحصل بعدها هولندا على فرصتين لم تستثمرهما عبر دايفي كلاسن وبيرخفين، ثم عاند الحظ البلجيكيين بعدما ناب القائم عن الحارس لصد محاولة البديل لوكي لوكيباكيو (5+90). وفي المجموعة الأولى، بلغت كرواتيا نصف النهائي بعودتها فائزة من ارض النمسا 3-1، في حين لم ينفع الانتصار الذي حققته الدنمارك على فرنسا بطلة العالم 2-صفر. ورفعت كرواتيا رصيدها الى 13 نقطة، متقدمة بفارق نقطة واحدة عن الدنمارك، فيما اكتفت فرنسا بالمركز الثالث قبل أقل من شهرين على بدء حملة الدفاع عن لقبها العالمي. في فيينا، افتتحت كرواتيا التسجيل بواسطة قائدها المخضرم لوكا مودريتش بعد مرور 6 دقائق، لكن النمسا ادركت التعادل عن طريق كريستوفر بوغمارتر بعدها بثلاث دقائق. وظل التعادل قائما حتى الدقيقة 69 عندما نجح ماركو ليفايا في منح التقدم مجددا لكرواتيا وصيفة مونديال روسيا 2018، قبل ان يحسم المدافع المخضرم ديان لوفرن النتيجة نهائيا في صالح منتخب البلقان بتسجيله الهدف الثالث (72). وفي كوبنهاغن، جددت الدنمارك فوزها على فرنسا بهدفين نظيفين. والخسارة هي الثانية فقط لفرنسا في مسابقة رسمية في 32 مباراة (20 انتصارا و10 تعادلات)، وكانت الاولى امام الدنمارك بالذات 1-2 في مستهل هذه البطولة في باريس في يونيو الماضي. يذكر ان الدنمارك وفرنسا في مجموعة واحدة في نهائيات مونديال قطر الذي ينطلق في 20 أكتوبر المقبل الى جانب استراليا وتونس. وارتدى انطوان غريزمان شارة القائد في غياب الحارس هوغو لوريس المصاب، وذلك للمرة الاولى خلال مسيرته الدولية، فيما شارك أوليفيه جيرو أساسيا مجددا في الهجوم في ظل إصابة كريم بنزيمة. وبدأ المنتخب الفرنسي المباراة بشكل جيد من دون ان يصنع اي فرصة حقيقية، قبل ان تنقلب الامور رأسا على عقب في مدى 5 دقائق عندما افتتح اصحاب الارض التسجيل بواسطة كاسبر دولبرغ الذي تلقى تمريرة من الجهة اليسرى من ميكل دامسغارد فتابعها في الشباك (34). ولم يكن المنتخب الفرنسي افاق من الصدمة حتى تلقت شباكه الهدف الثاني عندما فشل الدفاع في تشتيت احدى الكرات، فأطلقها سكوف اولسن قوية داخل الشباك (39). ورفع اولسن رصيده الى 8 اهداف في 23 مباراة دولية. وضغط المنتخب الفرنسي في الشوط الثاني املا في تعديل النتيجة وسنحت ثلاث فرصة لكيليان مبابي، لكن الحارس كاسبر شمايكل احبطها جميعها في مدى 5 دقائق بين الدقيقتين 64 و69، بينها الاولى انفرادية. واشرك ديدييه ديشان مهاجم لايبزيغ الالماني كريستوفر نكونكو بدلا من جيرو لكن من دون طائل لأن الدنمارك نجحت في المحافظة على نظافة شباكها حتى صافرة النهاية.