حقق المنتخب الكرواتي لكرة القدم إحدى أكبر مفاجآت مونديال روسيا 2018، بفوزه الكبير 3-صفر على الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي 3-صفر الأربعاء ضمن الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الرابعة، ليلحق بفرنسا التي كانت قد ضمنت اليوم بلوغ ثمن النهائي. وفي مباراة كان يحتاج فيها منتخب الأرجنتين بطل 1978 و1982 الى الفوز لتعويض التعادل المخيب مع ايسلندا 1-1 في مباراة أضاع فيها ميسي ركلة جزاء، وجد نفسه يتلقى هزيمة قاسية ويخوض لقاء لم يقدم فيه أفضل لاعب في العالم خمس مرات، أي لمحة تذكر.
وبرصيد نقطة واحدة من مباراتين، باتت الأرجنتين أمام احتمال كبير بالخروج من الدور الأول للمرة الأولى منذ 2002. ويمكن ان يتعقد وضع المنتخب الأميركي الجنوبي أكثر في حال فوز ايسلندا على نيجيريا الجمعة، في المباراة الثانية لهذه الجولة ضمن المجموعة الرابعة.
وزادت المباراة من خيبة ميسي الباحث عن لقبه الأول مع المنتخب، والذي يتكرر السؤال حوله: لماذا لا يقدم مع الأرجنتين المستوى الذي أتاح له إحراز كل الألقاب مع فريقه برشلونة الاسباني؟ الضغط المضاعف على ميسي في هذا المونديال، مرده أيضا الى ان غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، المتوج أيضا خمس مرات بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، يقدم أداء جيدا بشهية تهديفية جعلته يتصدر ترتيب الهدافين مع أربعة أهداف في مباراتين.
أما كرواتيا، فقدمت أداء قويا برز فيها قائدها لوكا مودريتش الذي سجل الهدف الثاني من تسديدة صاروخية بعيدة، ليعزز التقدم بعد هدف أنتي ريبيتش (53)، وقبل الهدف الأخير لإيفان راكيتيش (90+1).
وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها المنتخب الكرواتي الدور ثمن النهائي، منذ حلوله ثالثا في مونديال فرنسا 1998، علما ان تلك المشاركة كانت الأولى له بعد نيل الاستقلال. وانضم بذلك الى فرنسا التي ضمنت أيضا تأهلها في وقت سابق الخميس، وروسيا المضيفة والأوروغواي اللتين حجزتا بطاقتيهما الاربعاء.
وضمنت فرنسا التأهل بفوزها على البيرو 1-صفر في يكاترنبورغ، وتعادل الدنمارك مع استراليا 1-1 في سامارا.
وحسم "الديوك" أولى بطاقتي التأهل عن المجموعة الثالثة، بينما أبقت استراليا على آمالها بتعادلها الذي يعود "الفضل" الأكبر فيه الى تقنية مساعدة الفيديو بالتحكيم التي منحتها ركلة جزاء.
وسجل كيليان مبابي الهدف الوحيد لصالح فرنسا في الدقيقة 34، وبات عن عمر 19 عاما وستة أشهر، أصغر لاعب فرنسي يهز الشباك في بطولة كبرى. وهو الفوز الثاني تواليا للمنتخب المتوج بلقب 1998 على أرضه، بعد أول على استراليا (2-1)، فتصدر المجموعة برصيد 6 نقاط، بفارق نقطتين عن الدنمارك، وخمس نقاط عن استراليا.
وقال مبابي الذي اختير أفضل لاعب في المباراة "أنا سعيد، مكنت فريقي من التقدم في المباراة، ولكنني أعرف بأن الامور لم تنته"، مضيفا "كنت سعيدا جدا، لقد قلت دائما أن كأس العالم حلم لاي لاعب كرة قدم. انه حلم يتحقق بالنسبة لي وأتمنى أن تكون هناك أيام أخرى مثل هذه".
وانضمت البيرو الى مصر والسعودية والمغرب في وداع البطولة من الجولة الثانية، علما انها تشارك في المونديال للمرة الأولى منذ 1982، والخامسة في تاريخها حيث تبقى افضل نتيجة لها ربع نهائي 1970.
وانحصرت المنافسة على البطاقة الثانية بين الدنمارك واستراليا. وتقام مباراتا الجولة الثالثة الأخيرة الثلاثاء، وتحتاج الدنمارك الى نقطة واحدة من مباراتها أمام فرنسا لتضمن العبور الى الدور المقبل.
وبعد عرض مخيب وفوز صعب على استراليا في المباراة الأولى، كان يتوقع ان يحسن المنتخب الفرنسي المعزز بالنجوم أداءه أمام البيرو، الا ان اندفاع الأخيرة أرغم الفرنسيين على التكتل في الوسط والدفاع والارتداد بهجمات مرتدة اقتنص من إحداها هدف الفوز.
وسجلت فرنسا عندما مرر بول بوغبا كرة متقنة لأوليفييه جيرو داخل المنطقة فسددها بقوة، ومرت فوق الحارس بعد اصطدامها بقدم المدافع ألبرتو رودريغيس، لينقض عليها مبابي ويتابعها في المرمى (34).
ولم تتمكن البيرو من الاستفادة من فرص عدة أتيحت لها على مدى الشوطين، أبرزها لقائدها المهاجم باولو غيريرو الذي تلقى كرة من كريستيان كويفا داخل المنطقة فهيأها لنفسه متخلصا من مدافع برشلونة صامويل أومتيتي وسددها قوية بيسراه أبعدها الحارس هوغو لوريس بقدمه (31).
وكان لوريس قائد المنتخب، يخوض مباراته الدولية الرقم مئة.
وفي المباراة الأولى الخميس، أبقت تقنية الفيديو على حظوظ أستراليا بالتأهل الى ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخها بعد 2006، بمنحها ركلة جزاء ضد الدنمارك في سامارا.
وبدت الدنمارك متجهة لتحقيق فوزها الثاني بعد تفوقها في الجولة الأولى على البيرو (1-صفر).
والخميس، تقدم المنتخب الاسكندينافي عبر نجمه كريستيان إريكسن في الدقيقة 7 من الشوط الأول وسط هيمنة مطلقة. الا ان تقنية الفيديو منحت استراليا التعادل في الدقيقة 38 من ركلة جزاء انبرى لها القائد ميلي يديناك، بعدما أظهرت الاعادة ان يوسف بولسن لمس الكرة بيده.
وأصبح وأصبح قائد المنتخب الاسترالي أول لاعب في تاريخ كأس العالم يسجل كل أهدافه من ركلات جزاء، بحسب شركة "أوبتا" للاحصاءات الرياضية، علما انه سجل هدفا مماثلا ضد فرنسا في الجولة الأولى، وهدف من ركلة جزاء في مونديال 2014 ضد هولندا.
ولم يرق استخدام تقنية الفيديو للجانب الدنماركي، لاسيما ان المباراة الأولى شهدت احتساب ركلة جزاء بحقه لصالح البيرو، الا انها أهدرت.
وأقر المدرب النروجي للدنمارك اوغه هاريده بأن ركلة الجزاء صحيحة، مضيفا ان الفيديو "يقتل سحر اللعبة بعض الشيء"، بينما قال إريكسن "لا أحب هذه التقنية. هذا الأمر يحصل معنا للمباراة الثانية تواليا".