وطالبت حركة «لعيالات جايات» (نساء قادمات) والشبكة الحقوقية لمنطقة البرنوصي ومركز «فاما» بتعميق البحث مع زوج الضحية المعتقل وبنتائج تقرير الطبيب الشرعي لجثتها التي مازالت تقبع في ثلاجة مركز الطب الشرعي»الرحمة» منذ مصرعها يوم ليلة 27 أكتوبر الماضي. وأكد مصدر طبي من مركز الرحمة، في اتصال هاتفي صباح أمس الثلاثاء، مع «أخبار اليوم»، أن جثة الهالكة مازالت موجودة بالمركز بعد أن رفضت عائلتها تسلمها لدفنها، كما أن تقرير الطبيب الشرعي المنجز في النازلة يشير إلى إصابة الشابة بكسور وكدمات، قد تكون ناجمة عن تعرضها للعنف من قبل زوجها أو جراء ارتطامها بالأرض عندما هوت من على بعد 3 طوابق قبل أن تلقى حتفها. وأوضح المصدر الطبي أن التحقيق الذي تجريه مصالح الأمن مع الزوج المتهم بقتل زوجته سيظهر ما إذا كانت المعنية بالأمر قد انتحرت، أم أنها تعرضت للضرب قبل أن تحاول النجاة بنفسها بإلقاء نفسها من مسكن أسرة زوجها. وأعربت والدة الشابة القتيلة، في تصريح ل» أخبار اليوم» عن أملها في أن تأخذ العدالة مجراها، مضيفة أن مأساة ابنتها الهالكة التي فارقت الحياة مساء يوم الأحد 27 أكتوبر الماضي بحي المعاكيز بالبرنوصي، بدأت منذ أربعة أشهر من تاريخ وفاتها، بعد اختفاء بوشرى البالغة من العمر 19 سنة، وبعد مرور ثلاثة أيام، توصلت بمكالمة هاتفية من سيدة تخبرها بأن ابنتها توجد بمنزل أسرة مغتصبها، وأنه عندما ذهبت للسؤال عن فلذة كبدها، وضعها والدي مغتصب ابنتها تحت الأمر الواقع، مخبران إياها بأنهما يرغبان في تزويج ابنتها لابنهما الذي اختطفها واغتصبها، رفضت في البداية، لكن بوشرى قبلت خوفا من تعرضها للذبح في حالة إخطار الشرطة بالأمر. وكانت الشابة الراحلة، بحسب رواية والدتها، تتهيأ لاجتياز امتحانات الدورة الاستدراكية للباكالوريا قبل أن يفرض عليها مغتصبها أن تصير زوجة له قسرا، لتبدأ فصول ضرب وتعذيب أخرى، حين عمد المُغتصب إلى قص شعر ابنتها وإصابتها على مستوى الذراع بسيف، والتعامل معها كخادمة لأسرته، وأنه مع مرور الأيام، لم يعد بإمكان الشابة أن تصبر للممارسات المهينة التي تتلقاها من طرف زوجها وأسرتهأ فقصدت منزل أسرتها، لكن الزوج المعروف بسطوته وبطشه في المنطقة، اقتحم منزل الأسرة وأرغم الشابة على مرافقته إلى المنزل بعد أن جرها من شعرها في الشارع العام. وبعد مرور ساعة على الحادث، توصلت أم الضحية بخبر مصرع ابنتها انتحارا من الطابق الثالث، قبل أن تحضر مصالح الأمن لمعاينة الحادث. وأوضحت والدة الشابة القتيلة أن ابنتها ليست الضحية الأولى للزوج المغتصب، بل هناك فتاتان سبق لهما أن تعرضتا لنفس الاعتداء على يد زوج ابنتها، لكنهما اضطرتا للتنازل عن متابعته خوفا من جبروته.