العروي شرح في حواره مع جريدة "الأحداث المغربية" أن القرآن لا يعتبر لغة فصحى نظرا لأن لغته في متناول الجميع، ولا يحتاج إلى القواميس والمعاجم لفهم لغته. اللغة العربية الفصحى لا توجد إلا في كتاب واحد حسب المفكر وهو "مقامات الحريري"، التي كان غرض كاتبها منها تعليم القارئ المفردات الخاصة للنجاح في تأليف وكتابة الشعر وغيره، أي أن هدفه كان لغويا صرفا. المفكر المغربي زاد في توضيحاته قائلا أن القرآن الكريم يتضمن ألفاظا كثيرة ليست عربية فصيحة، حيث يتضمن كلمات خاصة به، ليردف أن إعجاز القرآن يتحقق في كون لغته لا تشبه أي لغة عربية أخرى. اللغة العربية الفصيحة حسب العروي ، لا تعدو أن تكون سوى لغة البدو التي لم تخالطها لغة الحضر، مضيفا أنه لا يعتقد أن الفصيح له علاقة بالتمجيد، لكون لغة البدو أصبحت تعتبر في القرن الثاني والثالث للهجرة "لغة الهمج". من جهة أخرى، قال المفكر المغربي أن الحد الأدنى لما يدعو إليه الراغبون في اعتماد الدارجة لغة للتدريس والكتابة ويحددون مجاله في ضمان حدوث مسألة التواصل هو إما متوفر عمليا ، ولا يحتاج إلى تلك الدعوة التي لا محل لها مما هو عليه الأمر الواقع في العملية التعليمية في المدرسة المغربية، وإما أنه غير موجود ويجب العمل على ايجاده وتحقيقه بالملموس لإيجاد حل لهذه المشكلة. مضيفا في نفس الوقت أن المشكل في استعمال الدارجة في التعليم يتمثل في المستويات التي ستلي السنوات الأولى من التعليم الابتدائي، لكون الدعاة لهذا الأمر لا يستوعبون حسب العروي أنهم سيدخلون الطفل في متاهات لا قدرة له على العثور على سبيل النجاح في الخروج منها سالما، لكونها ستورطه في متاهات اعتماد الدارجة لكونها لغة التواصل والفهم السريع، وهناك رغبة لتكون لغة تواصل المغاربة الخاصة التي ستنتج أدبا خاصا بالمغاربة، قائلا أن هذا لن يحصل إلا في المستقبل المستحيل.