حيث تناقلت عدد من وسائل الإعلام الأمريكية أن "الصراع المغربي الجزائري ينسف طموح واشنطن في تحقيق تعاون عسكري بين البلدين من أجل مواجهة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي"، كما ذكرت تقارير أمريكية أن الملك محمد السادس خلال زيارته المرتقبة لواشنطن سيبحث عن دعم أمريكي قوي لمواجهة "المضايقات المستمرة من المنافس الإقليمي للمغرب اي الجزائر"، كما تحدثت نفس التقارير على أن الجزائر "منزعجة من تحركات المغرب في منطقة الساحل وتحاول الضغط على واشنطن حتى لا تمنح للمغرب مساحة كبيرة في مجال محاربة الإرهاب في منطقة الساحل وتبقى الجزائر هي الماسكة بزمام الأمور في كل المنطقة". أما عن موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية من هذا التنافس المغربي الجزائري فقد أكدت نفس التقارير بأن وزارة الخارجية الأمريكية "تحاول أن تمتص حدة هذا الصراع لأن الأولوية بالنسبة لها هو مواجهة الإرهاب في منطقة الساحل وهي تعتمد في هذه القضية على القوتين العسكريتين الموجودتين في المنطقة وهما المغرب والجزائر خاصة في ظل الأوضاع الأمنية متدهورة في ليبيا"، كما أن الولاياتالمتحدة "لا يمكن أن تعتمد على دول أخرى مثل النيجر أو موريتانيا في مواجهة تهديد القاعدة في منطقة الصحراء الكبرى" تقول تقول هذه التقارير التي صدرت عن عدد من وسائل الإعلام الأمريكية. من جهتها قالت مصادر دبلوماسية ل " اليوم24" أن السبب في تأجيل زيارة جون كيري إلى المغرب "لم يكن فقط بسبب جولة جون كيري إلى الشرق الأوسط بخصوص الملف الإيراني ولكن أيضا تجنبا لحساسية الجزائر إذا قام بزيارة المغرب وحده واستثنى الجزائر". ذلك أن زيارة جون كيري إلى الشرق الأوسط تزامنت مع الأيام التي كان من المقرر أن يزور فيها الجزائر، "لكن وزير الخارجية الأمريكية فضل أن يؤجل زيارته حتى للمغرب لكي لا تشكل هذه الزيارة مشكلة بالنسبة للجزائر وقرر العودة إلى المنطقة بعد أن تتفق الخارجية الأمريكية مع كل من المغرب والجزائر على موعد جديد للزيارة تشمل البلدين معا"، موقف الخارجية الأمريكية هذا يؤكد على أن الولاياتالمتحدة تريد الحفاظ على علاقات متوازنة مع البلدين والتخفيف من الصراع الذي اشتد بين البلدين خلال الفترة الأخيرة. من جهته اعتبر المحلل السياسي مصطفى الناعيمي أن "الهم الأساسي لواشنطن هو أن يصبح المغرب والجزائر على وفاق تام في كل ما يرتبط بمكافحة الإرهاب لكنها ترى أن قضية الصحراء تشكل عائقا يحول دون هذا التوافق". الناعيمي اعتبر أن الجزائر تقوم باستغلال مشكل الصحراء حتى تقوم بربط تحالفات جهوية واستراتيجية يكون المغرب فيها تابعا وليس منافسا وهذا "أصل الصراع الدائر حاليا في المنطقة بين البلدين حول النفوذ في منطقة الساحل وهو ما يطرح مشكل لواشنطن". لذلك تسعى واشنطن للضغط على "الطرفين من أجل إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء حتى يكون الهم الأساسي للبلدين هو مواجهة تنظيم القاعدة وهذا هو الهدف الأساسي لواشنطن"، يقول مصطفى الناعيمي الذي أشار إلى تحول الموقف المغربي من الدفاع إلى الهجوم في مسألة قضية الصحراء لأن "المغرب أصبح مقتنعا أنه يجب الحسم في مسألة الصحراء بشكل نهائي".