الملك يسحب ملف أمن الساحل من الجزائر مقترح الرباط للأمريكيين يطرح حلولا اقتصادية لمواجهة التهديدات الأمنية في منطقة الساحل بتوسيع "التبادل الحر" كشفت مصادر مطلعة ل«الصباح»، أن الملك سيسعى إلى إقناع الرئيس الأمريكي، بمقترح لإيجاد حلول اقتصادية للوضعية الأمنية التي تمر بها منطقة دول الساحل الإفريقي، مضيفة أن المقترح الملكي يروم إقناع البيت الأبيض بإقامة منطقة للتجارة الحرة، تضم بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب، دول الساحل والصحراء، مضيفة أن المقترح من شأنه أن يشكل حلا بالنسبة إلى الأمريكيين في منطقة جيوستراتيجية تعاني بسبب التهديدات الأمنية وتدفق الجماعات الإرهابية، التي تشكل الصحراء الجزائرية قاعدة لها في المنطقة. وتراهن الرباط على توسيع شراكتها الإستراتيجية مع واشنطن، من خلال توسيع وعاء اتفاقية التبادل الحر بين البلدين لتشمل دولا أخرى في منطقة الساحل الإفريقي. بالمقابل، تسعى الجزائر إلى إفشال هذه الخطوة، بالنظر إلى أن تحقيق التنمية في هذه البلدان يفقد ورقة الإرهاب بريقها، وبالتالي تخسر الجزائر ورقة أخرى لعبتها لسنوات من أجل البحث عن أدوار لها في المنطقة. ويرتقب أن يشمل المقترح المغربي ضم بلدان موريتانيا وكوت ديفوار وبوركينافاسو ومالي والسنغال، وكلها بلدان تشكل العمق الإفريقي والاستراتيجي بالنسبة إلى الرباط. وجندت المخابرات الجزائرية، عناصرها طيلة فترة تحرك الملك محمد السادس داخل الولاياتالمتحدة، بمناسبة زيارته إلى واشنطن. وكشفت مصادر مطلعة، أن سفارة الجزائر في واشنطن استدعت ضابط مخابرات سابقا، مكلفا بالترويج لبوليساريو، لقبه محرز عماري، إذ رتبت له لقاءات في نيويورك على هامش إحياء ذكرى اغتيال الرئيس جون كينيدي، مع أعضاء مقربين من صاحبة مؤسسة روبيرت كينيدي، المعروفة بمواقفها المعادية للمغرب، والتي تحركت في وقت سابق لدى سفيرة واشنطن في مجلس الأمن، من أجل تقديم مقترح توسيع صلاحيات مينورسو في الصحراء. بالمقابل، استعدت الجزائر لوصول الملك إلى واشنطن، للقاء الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بتعبئة لوبي أمريكي، من أجل التشويش على برنامج الزيارة، وتسخير أموال كبيرة لتحقيق اختراق بشأن أجندة الاجتماعات بين الرباطوواشنطن على هامش الزيارة الرسمية. كما سعت المخابرات الجزائرية إلى توظيف الاتحاد الإفريقي في عملية التشويش والاستخبار حول الزيارة، وذلك باستدعاء أعضاء في مفوضية اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان، وهي المعطيات التي تكشف حقيقة توظيف الجزائر لمؤسسات الاتحاد الإفريقي في صراعها ضد الرباط، رغم أن المنظمة تضم في عضويتها أعضاء يدعمون الموقف المغربي، وسيادته على الصحراء. واستبق جلالة الملك لقاءه بالرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بمقر البيت الأبيض، اليوم (الجمعة)، باجتماع مع وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاغل، إذ ركز اللقاء على تعزيز العلاقات بين البلدين، وكذا مواصلة تنسيق التشاور حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، منها قضايا ذات طبيعة أمنية.