بات النظام الجزائري منزعجا من المبادرات الإيجابية التي يقوم بها المغرب، آخرها الاتفاق المغربي الإسباني والبيان المشترك الذي تم فيه تأكيد رجوع مياه العلاقات الدبلوماسية إلى مجاريها بين الرباط ومدريد. هذه التطورات الجوهرية في ملف الصحراء التي اعترفت فيها اسبانيا بالحكم الذاتي في موقف تاريخي، زادت من تأزم الوضع الجزائري الداخلي. ومن أجل لفت الانتباه تحركت الآلة الجزائرية مستغلة تداعيات الحرب الروسية الأوركرانية لتقديم بعض الهدايا لدول أوروبية ضدا في إسبانيا التي صفعت النظام الجزائري بموقف تاريخي من قضية الصحراء المغربية. وذرا للرماد في العيون، سيتم استغلال زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلى العاصمة الجزائرية، غدا الإثنين، لممارسة سياسة الابتزاز ضد اسبانيا، خاصة أن الزيارة كما تم الإعلان عنها سيتم خلالها بحث تزويد إيطاليا ب 4 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي الجزائري سنويا. مصادر مطلعةأفادت، بأن هذه الزيارة ورغم الكرم الجزائري الحاتمي مع ايطاليا في محاولة لضرب اسبانيا وتوجيه رسالة استفزازية إليها"، لكن ذلك لن يمنع رئيس الوزراء الإيطالي من إثارة ملف الحدود البحرية المقابلة لجزيرة سردينيا، وهو الملف الذي كان موضوع انتقادات وجهتها روما سنة 2020 إلى الجزائر بكونها تمارس توسعا بحريا على حسابها عقب مرسوم رئاسي صادر سنة 2018، أعلنت فيه الجزائر المنطقة الاقتصادية الخالصة وتحديدها مع سلسلة من الإحداثيات الجغرافية. وقد اعتبرت إيطاليا حينئذ، أن القرار تم اتخاذه دون اتفاق مبدئي مع الحدود والدول المجاورة، ما خلق منطقة إضافية للجزائر في غرب سردينيا مع منطقة الحماية البيئية التي أنشأتها إيطاليا في عام 2011 ومع المنطقة الاقتصادية الخالصة المماثلة التي أنشأتها إسبانيا في عام 2013.