ترتقب الجزائر زيارة رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، يوم الإثنين المقبل إلى البلاد، من أجل تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين، خاصة في مجال الطاقة، وهو المسعى الجزائري الذي يتزامن مع حدوث تقارب في العلاقات بين مدريدوالرباط، وجمود العلاقات بين الجزائرومدريد، وتوترها الدائم مع الرباط. وحسب تقارير إعلامية، فإن قيام الرئيس الإيطالي ماريو دراغي، يأتي أيضا في سياق تقارب جزائر إيطالي بعد الإكراهات التي فرضتها الأزمة الأوكرانية على أوروبا، خاصة في مجال الطاقة، حيث تسعى روما إلى توفير حاجياتها من الغاز بالاعتماد على الجزائر وتقليل الاعتماد على روسيا. ووفق ذات المصادر، فإن إيطاليا تعتمد بنسبة 20 بالمائة على الغاز المستورد من الجزائر عبر الأنبوب المباشر، وتسعى إلى الرفع من حجم الواردات الجزائرية من الغاز، تفاديا لأي تطورات غير محسوبة من طرف موسكو، بسبب الحرب الجارية في أوكرانيا. وتأتي هذه التحركات الجزائرية في سياق حدوث جمود وتوتر في العلاقات مع جيرانها في "الغرب"، ويتعلق الأمر بكل من إسبانيا والمغرب، حيث لازالت العلاقات الثنائية بين الجزائرومدريد غير واضحة المعالم إلى حدود الساعة، بعد استدعائها لسفيرها من مدريد على إثر تغيير الأخيرة موقفها من قضية الصحراء المغربية وإعلان مساندتها للحل الذي يقدمه المغرب، وهو ما يتعارض مع ما تدعمه الجزائر، وهو الطرف الانفصالي الذي تتبناه جبهة "البوليساريو" الانفصالية. كما أن العلاقات بين الجزائر والمغرب، هي في الأصل، متوترة منذ شهور طويلة، وقد وصلت إلى مرحلة قطع العلاقات الكاملة بين البلدين، من طرف الجزائر بسبب ما وصفته ب"الأعمال العدائية للمغرب تُجاه الجزائر"، دون أن تقدم أي دلائل على ذلك. هذا وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، من المرتقب أن يحل بالعاصمة المغربية الرباط، مساء يوم غد الخميس للقاء الملك محمد السادس، بدعوة من الأخير، من أجل طي صفحة الخلافات الثنائية وبدء صفحة جديدة أساسها التعاون والاحترام المتبادل بين الطرفين. ويُرتقب أن يحل سانشيز مرفوقا بوفد حكومي، حيث يُرتقب أن يتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية لتحديد معالم طبيعة العلاقات بين البلدين.