بعد استدعاء أوكرانيا لسفيرتها في المغرب، بسبب ما قالت إنه تقصير منها في إقناع الرباط بإدانة التدخل العسكري الروسي، لازالت كييف، تحاول بكل السبل، التواصل مع المغرب، من أجل جره إلى معسكرها. وفي ذات السياق، أعلن وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، اليوم الجمعة، عن اتصال قال إنه أجراه مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة. وقال كوليبا أن "أوكرانيا والمغرب يتمتعان بعلاقات ثنائية ودية ونتطلع إلى زيادة تعزيزها في جميع المجالات، بما في ذلك الأمن الغذائي وتعزيز التجارة والتعاون داخل المنظمات الدولية". وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد استدعى سفيري أوكرانيا لدى جورجيا والمغرب، مشيرا إلى أنهما لم يفعلا ما يكفي لإقناع هذين البلدين بدعم أوكرانيا ومعاقبة روسيا على الغزو. وقال زيلينسكي في كلمة ليلية إلى الأمة الأربعاء "مع كل الاحترام الواجب، إذا لم تكن هناك أسلحة، فلن تكون هناك عقوبات، ولن تكون هناك قيود على الأعمال التجارية الروسية، ثم من فضلكما ابحثا عن عمل آخر. أنا في انتظار نتائج ملموسة في الأيام المقبلة من عمل ممثلينا في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وافريقيا". وعلى رغم التطور في المواقف الدولية، لا زال المغرب يتشبث بسياسة النأي بالنفس في قضية التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، مفضلا عدم الانسياق وراء الموقف الأمريكي. وجدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الثلاثاء، في ندوة مشتركة مع نظيره الأمريكي أنطوني بلينكن، التأكيد على أن موقف المغرب مبني على التعبير عن انشغاله بتطورات الوضع بين روسياوأوكرانيا، ورفضه لاستعمال القوة بين الجيران لحل الخلافات، وضرورة الالتزام بالقانون الدولي والحفاظ على الوحدة الترابية لكل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة. واعتبر بوريطة، أن المغرب، يتشبث بتأييد الحوار، وهو ما يتفق مع ميثاق الأممالمتحدة حسب قوله، فيما غاب المغرب وللمرة الثانية في أقل من 3 أسابيع، عن جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي جرى فيها التصويت بالأغلبية على إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا.