قام مجموعة من الفاعلين الجمعويين والمهاجرين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء بالعمل على تشخيص وضعية هذه الفئة في ندوة خصصت لمناقشة الموضوع، مساء يوم الثلاثاء 11 شتنبر، حيث أكد سعيد الطبل منسق الفضاء الجمعوي، وعضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن "وضعية مهاجري جنوب الصحراء أصبحت بمثابة نقطة سوداء،" مشيرا إلى "تنامي بعض الممارسات والانتهاكات التي يواجهها هؤلاء المهاجرون، التي وصلت إلى مستوى يفوق الحدود، الشيء الذي لا يليق بمجتمع يدعي احترام حقوق الإنسان." ولخص الطبل هذه الانتهاكات في التعسفات الممارسة من طرف السلطات، من ترحيل ومضايقات، ومن طرف المواطنينن من سب وقذف واعتداءات تصل في أحيان متكررة إلى القتل. ممارسات اتفق على حضورها بشدة في المجتمع المغربي، معظم المشاركين في الندوة، حيث قال رئيس مجلس المهاجرين في المغرب أن حوادث العنصرية باتت تتكرر بشكل كبير، و "لم تبق مجرد حالات معزولة"، تطورت وتكررت ليصبح من الصعب على المهاجرين الحصول على منزل للكراء، بسبب ارتفاع سومته أو رفض الملاكين لتأجير بيوتهم ل" الافارقة"، حسب فيلي اليما الفاعل الجمعوي، مؤكدا أن "وضعية المهاجرين أصبحت اكثر صعوبة في المغرب." من جهتها، ألقت آرمند ريمدن، عضو جمعية "صوت النساء" على وضعية النساء المهاجرات وأطفالهن، مشيرة إلى العنصرية في البلاد أصبحت "مؤسساتية"، منتقدة ما أسمته "تخلي" المفوضية السامية للاجئين عن حالات كثيرة لأمهات تركن "لمواجهة مصيرهن، ومواجهة الترحيلات المتكررة التي قد تشكل خطرا على أطفالهن، الذين لا ذنب لهم ولم يختاروا أن يروا النور في المغرب." مشددة على أن أي تسوية قانونية لأوضاع المهاجرين من "المستحيل" أن تتم دون الاستعانة بالجمعيات. وأكد المتدخلون في الندوة على أن تحركاتهم تأتي كردة فعل على تنامي موجة العنصرية اتجاه المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا– جنوب الصحراء، معلنين أنها تزامنت "بالصدفة" مع ردود الفعل حول تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول أوضاع المهاجرين في المغرب، لعدم إشراك الفعاليات الممثلة لهم خلال سيرورة إنجاز هذا التقرير، وعدم علمهم به إلا من خلال وسائل الإعلام. كما وقفوا على وجود تمييز في المغرب بين المهاجرين، بتفضيل الأروبيين منهم، وجعل حياة الآخرين أسهل رغم الصعوبات التي يواجهونها، كالسوريين وغيرهم. وأعلن المشرفون على الندوة على تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالرباط يوم السبت المقبل لتسليط الضوء أكثر على وضعية مهاجري إفريقيا جنوب–الصحراء، وللدعوة إلى وقف العنصرية الممارسة تجاههم من أطراف مختلفة.