أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الأربعاء بالرباط، أن المغرب سيعمل على تقوية الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي. وقال أخنوش خلال لقاء صحفي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عقب المحادثات التي أجرياها، "سنعمل بجدية على تقوية هذه العلاقات التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أهمية خاصة"، مبرزا أن المغرب يسعى للمضي قدما في شراكته مع الاتحاد الأوروبي عبر إقامة مشاريع كبرى مستقبلا. وتابع أن المملكة والاتحاد الأوروبي، اللذين يجمعهما مستقبل مشترك، يتقاسمان نفس وجهات النظر، مشيرا إلى أن محادثاته مع فون دير لاين شكلت مناسبة لاستعراض الأوراش المهمة التي تم إطلاقها تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والتي تحظى فيها الحماية الاجتماعية بالأولوية. وقال أخنوش في هذا الصدد، إنه أوضح للمسؤولة الأوروبية الأهمية التي يحظى بها هذا الورش بالنسبة للمغاربة، لاسيما في ظل تفشي جائحة كوفيد-19. كما أشار رئيس الحكومة إلى أن هذا اللقاء شكل مناسبة لمناقشة قضايا أخرى ذات أولوية مثل الطاقة الخضراء والانتقال الرقمي والاستثمار والإنعاش الاقتصادي والنهوض بالثقافة. من جهتها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إرادة الاتحاد الأوروبي بمواصلة تعميق الشراكة "الاستراتيجية، الوثيقة والمتينة" مع المغرب. من جانبها، قالت فون دير لاين، إن "المغرب بلد أقمنا معه شراكة استراتيجية ووثيقة ومتينة"، مبرزة الروابط التاريخية التي تجمع بين الطرفين. وتابعت قائلة " أجدد التأكيد على إرادتنا بمواصلة تعميق علاقاتنا بوصفنا جارين وشريكين وصديقين"، مشيرة إلى أن محادثاتها مع السيد أخنوش شكلت مناسبة للتأكيد على هذه الإرادة المتبادلة. وأكدت المسؤولة الأوروبية أنه " على هذا الأساس، يمكننا معا إرساء رؤية مشتركة وطموحة لشراكتنا " وبعد أن أعربت عن سرورها بهذه الزيارة التي تعد الأولى لها للمغرب بصفتها رئيسة للمفوضية الأوروبية، أشارت السيدة فون دير لاين إلى أن المملكة تعد الشريك الأول للاتحاد الأوروبي على الصعيدين الاقتصادي والتجاري على مستوى القارة الإفريقية. كما سلطت الضوء على دور الأوروبيين المقيمين بالمغرب والمغاربة المقيمين بأوروبا في الإثراء المتبادل للثقافات التي تأثرت ببعضها البعض على مدى قرون عديدة. من جهة أخرى، قالت المسؤولة الأوروبية إن لقاءها برئيس الحكومة كان فرصة لمناقشة التحديات العالمية التي تواجه المغرب وأوروبا، مشيرة إلى أنه من أجل مواجهة هذه التحديات، ينبغي على كلا الطرفين إيجاد حلول مشتركة في إطار شراكتهما. وأكدت، في هذا الصدد، أنها بحثت مع أخنوش القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، ومن ضمنها، تطوير شراكة خضراء، وهي الأولى التي يتم تطويرها مع بلد شريك. وأوضحت فون دير لاين أن الهدف من هذه الشراكة هو العمل معا على تطوير الطاقة الخضراء، مضيفة أن الطرفين يتعاونان أيضا في تطوير الربط المجتمعي من خلال شراكة رقمية واسعة النطاق. وأضافت أنه " هناك الكثير لتحقيقه من أجل زيادة إدماج اقتصاداتنا وتكييفها بما يخدم مصالح شركاتنا ومستخدميها وكافة العاملين "، مؤكدة على " الاهتمام الذي يوليه الاتحاد الأوروبي لدور الشباب ومساهمتهم بالغة الأهمية في تقدم مجتمعاتنا، والجهود التي يجب بذلها من أجل منحهم مستقبلا أفضل ". وأكدت السيدة فون دير لاين، في هذا الصدد، على التركيز القوي للاتحاد الأوروبي على التعليم والثقافة في تعاونه مع المغرب، مشيدة بالرؤية الطموحة للنموذج التنموي الجديد. وأشارت إلى أن النموذج التنموي الجديد يعكس العديد من هذه الطموحات والأهداف المشتركة. وأضافت أنه إلى جانب التعاون الثنائي، يعول الاتحاد الأوروبي على المغرب في تنفيذ الأجندة الجديدة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، مؤكدة عزمها مواصلة الحوار مع المملكة حول كل هذه القضايا.