دعا المندوب العام لإدار السجون، محمد صالح التامك، إلى إشراك السجناء في تحقيق الطموحات التنموية، وذلك، صباح اليوم الخميس، في افتتاح الجامعة الخريفية ل"الجامعة بالسجون" في دورتها التاسعة، والتي تنظم هذا العام في السجن المحلي سلا 2، حول موضوع "آليات إدماج النزلاء في ظل الرؤية التنموية الجديدة". وقال التامك: "إن تحقيق الطموحات التنموية المنشودة لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال إشراك كل فئات المجتمع المغربي، بما فيها فئة نزلاء المؤسسات السجنية، بالنظر إلى كونهم مواطنين يتمتعون بكامل حقوقهم بغض النظر عن الأحكام القضائية، الصادرة في حقهم". وأوضح التامك أن برنامج الجامعة الخريفية، كرس مع مرور السنوات، "منتدى فكريا منفتحا على مختلف فعاليات، ومكونات المجتمع وفرصة سانحة للسجناء لإبراز قدراتهم المعرفية، وللرقي بمستوى تفاعلهم مع قضاياهم المجتمعية والوطنية". وشدد المندوب العام، على أن برنامج الجامعة في السجون، الذي يتم تنظيمه منذ 2016 مرتين في السنة، في إطار دورتين ربيعية وخريفية، يستهدف أساسا فئة السجناء الجامعيين، والحاصلين على شهادات جامعية، أصبح مع توالي الدورات أرضية للنقاش والتحليل حول مواضيع تحظى بالأولوية، والاهتمام لدى السجناء. وقال أحمد العبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إن "إعادة إدماج ليس أمرا ميكانيكيا، ولكنه يتم من خلال كل الأبعاد المكونة للإنسان، ومنها الجانب الفكري، والوجداني، والاجتماعي في تجلياته المحلية، والكونية". وأوضح العبادي أن هناك متغيرات في المعادلة، التي تشتغل عليها مندوبية السجون في إطار برامج إدماج النزلاء، مؤكدا أن "أول متغير ثقيل في المعادلة، هو الإنسان، فالنزلاء هم المتغير في المعادلة". وتحدث العبادي، أيضا، عن متغير آخر: "وهو المجتمع، الذي نعد النزلاء لإعادة الادماج فيه، ومن هنا جاء النموذج التنموي الجديد"، يقول المتحدث. ومن جهته، قال عبد اللطيف الميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، في افتتاح اللقاء، إن "الثورة الحقيقية لبلادنا، تكمن في رأسمالها البشري"، مشددا على "الحاجة إلى الاستثمار في الرأسمال البشري، لاسيما من خلال توفير تعليم ذي جودة". ويتوجب، بحسب الوزير، "الحرص على تمتيع النزلاء بحقوقهم المكفولة دستوريا لكل المغاربة، وعلى رأسها حق التعليم". ويرى الميراوي أن "تمدرس السجناء في مختلف أسلاك التعليم العالي، من أولويات وزارة التعليم العالي"، مشيرا إلى أن الوزارة "تساهم في هذا المجال في عدة مبادرات تروم تطوير برامج التعليم في مختلف المؤسسات السجنية". وتتناول هاته الدورة من فعاليات الجامعة موضوع "آليات إدماج النزلاء في ظل الرؤية التنموية الجديدة" من خلال ثلاث جلسات. وتسلط الجلسة الأولى الضوء على نزلاء المؤسسات السجنية كرأسمال بشري غني من شأنه الإسهام الفاعل في التنمية الوطنية، في حين تطرح الجلسة الثانية الإنتظارات، والآمال، التي يعلقها نزلاء المؤسسات السجنية على النموذج التنموي الجديد، وذلك كما سيعبرون عنها خلال تدخلاتهم فيها. أما الجلسة الثالثة، فتتناول مسعى المندوبية العامة إلى جعل المؤسسات السجنية فضاءات منتجة، وهو المسعى، الذي تقول المندوبية إنها تتقاسمه مع النزلاء، وكل الفاعلين، والمتدخلين.