انطلقت اليوم الأربعاء بمقر السجن المحلي سلا 2، أشغال الدورة السابعة للجامعة الخريفية المنظمة على مدى يومين من طرف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، تحت شعار “ظاهرة العود .. أية حلول؟”، وذلك بمشاركة حوالي 200 نزيلة ونزيل. وتعرف هذه التظاهرة، التي تنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، مشاركة عدد من القطاعات الحكومية والمسؤولين القضائيين ومسؤولي مؤسسات عمومية، إضافة إلى مداخلات لمسؤولين وممثلين عن المجتمع المدني وأكاديميين من داخل المغرب وخارجه حول أسباب ومظاهر ونتائج ظاهرة العود وتأثيرها على جهود إعادة إدماج النزلاء. وفي كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، أكد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، أن انعقاد الدورة السابعة لهذه التظاهرة، الذي أضحى موعدا قارا لمناقشة الإشكاليات المتصلة بإعادة إدماج السجناء، يجسد العناية الملكية السامية التي ما فتئ يوليها جلالة الملك للساكنة السجنية، خاصة خلال مرحلة تخطيها لأسوار السجن، بشكل يصون كرامتها وإنسانيتها من دون تمييز أو إقصاء. وأبرز السيد التامك أن هذا اللقاء التربوي يتميز باختيار مواضيع ذات أبعاد اجتماعية تلامس إشكالية علاقة السجين بمحيطه المجتمعي، وتتيح التفاعل مع خبراء وطنيين وأجانب، في أفق صياغة مخرجات عميقة تكون أرضية خصبة في صناعة القرار المؤسساتي والقضائي. وأشار إلى أن ظاهرة العود الجنائي أصبحت تكتسي صبغة مجتمعية تسائل النماذج الزجرية الحالية، والتصقت بها مجموعة من الصور النمطية يتداخل فيها البعد النفسي بالاجتماعي والاقتصادي. وفي هذا السياق، أكد التامك أن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أعدت دراسة حول هذه الظاهرة، ستعرض مضامينها خلال جلسات هذا اللقاء، بهدف توفير تصور واضح للفاعلين المؤسساتيين والقضائيين حول سبل الحد من هذه الظاهرة. وعلى هامش الجلسة الافتتاحية للدورة، جرى عرض شريط يوثق لشهادات نزلاء في حالة عود، كما قام التامك رفقة الحضور، بجولة تفقدية لمختلف مرافق الفضاء الجامعي السجني، بهدف الاطلاع على الجوانب التنظيمية لهذه التظاهرة. وتم بالمناسبة، التوقيع على مذكرة تفاهم بين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي وجامعة محمد الخامس بالرباط حول إحداث “فضاء جامعي سجني”، وكذا توقيع اتفاقية شراكة بين المندوبية العامة والمعهد الدولي للكنفدرالية الألمانية لتعليم الكبار. وستتوزع أشغال الدورة السابعة للجامعة الخريفية على أربع جلسات موضوعية تتناول “ظاهرة العود .. دراسة مقارنة”، و”قراءة في ماهية دوافع العود”، و”العود للجريمة بين المسؤولية الفردية والمؤسساتية”، و”العود للجريمة .. الحلول والضمانات”، حيث ستشهد هذه الجلسات تقديم نتائج دراسة تنجز لأول مرة حول ظاهرة العود بالمؤسسات السجنية.