أوصى المشاركون، في ختام أشغال فعاليات الجامعة الخريفية في السجون في دورتها الخامسة، المنظمة تحت شعار ” تقوية القدرات الإبداعية للسجناء رافعة للإدماج”، بالرهان على الإبداع كمدخل أساسي لإدماج السجناء في المجتمع، مع توسيع تجربة تنظيم هذه الجامعة، واعتبار الإدماج مسؤولية الجميع. وأكد المشاركون، في تقرير توج أشغال هذه الجامعة المنظمة بسجن أيت ملول 2 بأكادير يومي 26 و27 شتنبرالجاري، على ضرورة اعتبار الإبداع وسيلة للتعبير واستمرار تشجيع إبداعات السجناء، والرفع من مستوى قدرتهم وكفاءتهم في مجال تصميم وصنع منتجات ذات قيمة حرفية وفنية وإبداعية، معتبرين أن الثقافة حق للجميع. وكان محمد صالح التامك المندوب العام للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، قد أعلن في كلمة له في ختام أشغال هذه الدورة، أن 2200 نزيلا بمختلف المؤسسات السجنية استفادوا من برنامج محاربة الأمية. وأضاف التامك أن المندوبية ستعمل على تفعيل استراتجية شعار “سجون بدون أمية”، وذلك بالتعاون مع الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، محملا في الوقت نفسه جزء من المسؤولية للسلطات المعنية بما فيها المنتخبين في المساهمة في محاربة الأمية. وأوضح المندوب العام أن جميع الفئات معنية بإعادة الإدماج في المجتمع، بعد انقضاء فترة العقوبة، بغض النظر عن مستوياتهم الدراسية، معلنا للنزلاء الطلبة بأن الجامعة الربيعية المقبلة سيتم تنظيمها بسجن بني ملال، فيما سيتم تنظيم الجامعة الصيفية إما بطنجة، أو وجدة. وفي موضوع متابعة النزلاء الطلبة لدراستهم، خصوصا المسجلين منهم بالماستر، كشف التامك عن اقتراح استقبله النزلاء بصدى رحب، يتمثل في البث المباشر للمحاضرات داخل مكتبة السجن، عن طريق تقنية “سكايب”، مما سيسمح لجميع الطلبة السجناء بمتابعة دراستهم. ولم تفته، بالمناسبة، الإشادة بمجهودات موظفي السجون الذين يبذلون، في نظره، مجهودات كبيرة، مركزيا وجهويا ومحليا، معتبرا نفسه مدافعا عن كافة حقوقهم أمام الجهات المعنية، كاشفا، أيضا، أن 4000 سجينا ضمنهم 1200 نزيلا حدثا استفادوا من العطلة الصيفية، عبر توزيعهم على بعض السجون مثل أزرو، وأيت ملول، والدار البيضاء، وطنجة. كما عرفت الجلسة الختامية تتويج مجموعة من النزلاء والنزيلات المشاركين في مسابقة أفضل منتوج حرفي، وذلك في إطار الشراكات التي تعقدها المندوبية العامة لتشجيع إبداعات السجناء والرفع من مستوى قدراتهم وكفاءاتهم في مجال تصميم وصنع منتجات ذات قيمة حرفية وفنية وإبداعية عالية. وتحفيزا للسجناء على الخلق والإبداع، أعلن المندوب العام، أنه تقرر، بموجب مقرر تنظيمي، منح مقابل مادي في حدود 2000 درهما للمعتقلين الذين يزاولون نشاطا أدبيا أو فنيا بالمؤسسات السجنية، وذلك عن طريق لجنة مركزية تناط بها مهمة معاينة الأعمال الأدبية والفنية للمعتقلين حسب معايير تضعها اللجنة وتأخذ بعين الاعتبار المجهود الإبداعي للمعتقلين ومدى انخراطهم في برامج التأهيل لإعادة الإدماج.