أعلن التلفزيون الحكومي الجزائري، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق الغابات في البلاد، وهي الحرائق، التي اندلعت في تيزي وزو، في عدد من المناطق بشكل متزامن. ووصل عدد ضحايا حرائق الجارة الجزائر إلى 65 شخصا، بينهم 28 عسكريا و37 مدنيا، أغلبهم في ولاية تيزي وزو، بالإضافة إلى وجود 12 عسكريا في حالة حرجة في المستشفى. وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت، في بيان، مساء الثلاثاء، مصرع 18 عسكريا، وإصابة 13 آخرين، فيما كانوا يشاركون في إخماد الحرائق، لافتة الانتباه إلى أن تدخلهم أتاح "إنقاذ 110 مواطنين بين نساء، ورجال، وأطفال من السنة النيران". وصرح وزير الداخلية، كمال بلجود، الذي ذهب برفقة وفد وزاري إلى تيزي وزو، واحدة من أكثر المدن تعدادا للسكان في منطقة القبائل أن "اندلاع 50 حريقا في الوقت نفسه أمر مستحيل. هذه الحرائق مفتعلة". وذكرت الحماية المدنية في بيان على "تويتر" أن الحرائق اندلعت، أيضا، في غابات 13 ولاية أخرى، أهمها في جيجل، والبويرة، وسطيف، وخنشلة، وقالمة، وبجاية، وجميعها في شرق البلاد. وأعلنت الإذاعة الجزائرية العامة، الثلاثاء، توقيف ثلاثة من "مشعلي حرائق" في مدينة المدية، حيث اندلع حريق، أيضا. فيما أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية توقيف رابع في عنابة. وأوضح محافظ الغابات في ولاية تيزي وزو يوسف ولد محمد أن الرياح ساهمت في انتشار الحرائق، وكذلك الجفاف، ما جعل عملية الإخماد معقدة جدا، وفق ما نقلت عنه الوكالة الجزائرية. وكانت نشرة خاصة للأحوال الجوية قد حذرت من موجة حر شديد، وحرارة تفوق الأربعين درجة في شمال البلاد، حيث اندلعت الحرائق. ونشر سكان في تيزي وزو عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا للحرائق، وهي تقترب من بيوتهم، بعدما التهمت مساحات كبيرة من حقول الزيتون المجاورة. وشاهد مصور وكالة فرانس برس مصابا مغطى بالضمادات، والرماد يسير في أحد شوارع تيزي وزو، وآخرين محمولين على نقالات. وأطلقت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لإمداد المستشفيات ومراكز توفير الرعاية الصحية بضمادات، ومراهم لمعالجة الحروق، نظرا إلى النقص الحاد في هذه المستلزمات. وخلال جلسة لمجلس الوزراء، في 25 يوليوز، أمر الرئيس عبد المجيد تبون بصوغ مشروع قانون يعاقب المسؤولين عن إشعال الحرائق في الغابات، بأحكام تصل إلى 30 عاما في السجن، أو حتى السجن مدى الحياة إذا تسبب الحريق في مقتل أشخاص. وشهد شرق الجزائر حرائق كبيرة، التهمت عشرات الهكتارات، خصوصا في منطقة الأوراس، كما قضت النيران على مساحات كبيرة من غابات الأرز في محمية الشريعة على بعد 60 كيلومترا غرب العاصمة.