وجد عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب، نفسه وسط زوبعة كبيرة من الانتقادات بسبب زلة لسان، وصف فيها الأحزاب السياسية ب"الباكور والزعتر"، قبل أن يعتذر عنها ويطلب سحبها، حيث عبر عدد من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم ورفضهم للعبارات التي أطلقها الجواهري في حق الأحزاب، فيما كان أول تفاعل رسمي من الأحزاب على لسان حزب التجمع الوطني للأحرار. وفي السياق ذاته، عبر حزب التجمع الوطني للأحرار اليوم الجمعة، عن استغرابه من سياق التصريحات "الغريبة" التي أدلى بها والي بنك المغرب، معبرا عن استنكاره لما وصفه ب"التصريحات المسيئة للأحزاب السياسية وللعمل السياسي"، ومنددا بما قال إنه "انحراف خطير وغير مبرر في سلوك رئيس هذه المؤسسة العريقة". انتقادادت الأحرار للجواهري على خلفية تعليقه على الوعود الانتخابية لم تتوقف عند هذا الحد، بل وصلت إلى مستوى مطالبة الحزب ب"صيانة هذه المؤسسات من مثل هذه الانزلاقات التي لا تخدم أي طرف بل تزرع التشكيك في عمل الهيئات السياسية وقدرتها على أداء مهامها كاملة". واعتبر حزب التجمع الوطني للأحرار أن والي بنك المغرب أدلى بتصريحات "تسيئ للأحزاب السياسية، وتهين الفاعلين السياسيين وتقوض البناء المؤسساتي للمملكة، وتضرب في العمق الخيار الديمقراطي"، وأنها تصريحات تمثل "تأثيرا سلبيا مباشرا عميقا في تقويض منسوب الثقة في الأحزاب السياسية، وتقوية العزوف الانتخابي وتداعياته السلبية على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، لا سيما أن الأمر يتعلق بالسيد والي بنك المغرب وبمؤسسته، التي تتمتع بكثير من المصداقية بفضل ابتعادها عن الخوض فيما لا يدخل في صميم اختصاصاتها، لاسيما القضايا ذات الطبيعة السياسية". وجه والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، انتقادات حادة للأحزاب السياسية بسبب العزوف عن المشاركة في الانتخابات، وحملها مسؤولية فقدان المواطنين الثقة في السياسيين ومسؤولي المؤسسات العمومية. وقال الجواهري في رد على سؤال لموقع "اليوم 24" حول تأثير الوعود الانتخابية في ندوة صحافية هذا الأسبوع، إن "العزوف عن الانتخابات يطرح نفسه، والمواطن لم يعد يثق، والمشكل الأساسي مشكل ثقة ليس في السياسيين فقط، وحتى من ينتمي للقطاع العام مست الثقة فيه. والناس لم تعد تثق فينا، وهذا هو المشكل الذي ينبغي أن يطرح بالأساس". وبين الجواهري أن الثقة عنصر مركزي في بناء الاقتصاد، مبرزا أن هذه الثقة تبنى على "الأمن والاستقرار وهما متوفران في بلادنا، وأنتم تتابعون ما يدور بنا"، في إشارة إلى الأوضاع المضطربة، التي تعيشها مجموعة من دول الجوار، مرجعا الفضل في ذلك إلى الملك محمد السادس. واعتبر الجواهري أن مشكل العزوف يبين أن الناس "لم تعد تثق في هذه الأحزاب"، وكل من يحتاج لأمر معين يتجه إلى الملك، مؤكدا أنه من غير المقبول أن "يقوم جلالة الملك بكل شيء، هل سيبدأ يقوم بكل من الاستراتيجيات العليا والمشاكل الدينية بصفته أميرا للمؤمنين وغيرها، وإلى أين سينزل". وأفاد والي بنك المغرب بأنه يصاب بالذهول عند اطلاعه على الوعود الانتخابية للأحزاب السياسية، وقال: "بعض المرات أذهل من أنه في ظرف 5 سنوات سنعمل على جميع القطاعات، كالتعليم والصحة و... اعمل وبقي وقل عندي 4 أو 5 أولويات سأشتغل عليها". وزاد الجواهري في انتقاد للأحزاب والحكومات ووعودها الكثيرة، وقال: "هذه الوعود ستصطدم بالإمكانيات. وهذا هو المشكل"، وفق تعبيره.