وجه والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، انتقادات حادة للأحزاب السياسية بسبب العزوف عن المشاركة في الانتخابات، وحملها مسؤولية فقدان المواطنين الثقة في السياسيين ومسؤولي المؤسسات العمومية. وقال الجواهري في رد على سؤال لموقع "اليوم 24" حول تأثير الوعود الانتخابية، المبالغ فيها وتأثيرها السلبي على الاقتصاد الوطني، إن "العزوف عن الانتخابات يطرح نفسه، والمواطن لم يعد يثق، والمشكل الأساسي مشكل ثقة ليس في السياسيين فقط، وحتى من ينتمي للقطاع العام مست الثقة فيه. والناس لم تعد تثق فينا وهذا هو المشكل الذي ينبغي أن يطرح بالأساس". وبين الجواهري أن الثقة عنصر مركزي في بناء الاقتصاد، مبرزا أن هذه الثقة تبنى على "الأمن والاستقرار وهما متوفرين في بلادنا، وأنتم تتابعون ما يدور بنا"، في إشارة إلى الأوضاع المطربة، التي تعيشها مجموعة من دول الجوار، مرجعا الفضل في ذلك إلى الملك محمد السادس. واعتبر الجواهري أن مشكل العزوف يبين أن الناس "لم تعد تثق في هذه الأحزاب"، وكل من يحتاج لأمر معين يتجه إلى الملك، مؤكدا أن من غير المقبول أن "يقوم جلالة الملك بكل شيء، هل سيبدأ يقوم بكل من الاستراتيجيات العليا والمشاكل الدينية بصفته أميرا للمؤمنين وغيرها، وإلى أين سينزل". وأفاد والي بنك المغرب بأنه يصاب بالذهول عند اطلاعه على الوعود الانتخابية للأحزاب السياسية، وقال: "بعض المرات أذهل من أنه في ظرف 5 سنوات سنعمل على جميع القطاعات، كالتعليم والصحة و… اعمل وبقي وقل عندي 4 أو 5 أولويات سأشتغل عليها". وزاد الجواهر في انتقاد للأحزاب والحكومات ووعودها الكثيرة، وقال: "هذه الوعود ستصطدم بالإمكانيات. وهذا هو المشكل"، وفق تعبيره.