عاد سكان مدينة الفنيدق للاحتجاج في الجمعة الثالثة تواليا، على تردي الأوضاع الاجتماعية التي يواجهونها منذ قرار السلطات إغلاق معبر سبتةالمحتلة الحدودي ومنع التهريب المعيشي الذي مثل مورد رزق غالبية الأسر لعقود من الزمن. في الاحتجاجات التي شهدتها المدينة هذا المساء، ردد المتظاهرون شعارات غاضبة وتغنوا بنشيد "ألتراس" الرجاء البيضاوي الشهير "في بلادي ظلموني"، في محاولة للتعبير عن حقيقة الوضع الذي خلف مشاكل وصعوبات اقتصادية واجتماعية للغالبية الساحقة من الأسر. وأفاد عدد من المواطنين المشاركين في التظاهرة الاحتجاجية، في تصريحات استقاها "اليوم 24" من عين المكان، بأنهم يرفضون الدعم الذي تقدمه السلطات للأسر، وهو عبارة عن قفة تضم بعض المواد الاستهلاكية الأساسية، في محاولة منها لاستدراك ما يمكن استدراكه، في أفق تنزيل "برنامج الإقلاع الاقتصادي" للمنطقة. وقال أحد الشباب الذي بدا غاضبا: "نحن نطالب بحقوقنا ولا نقوم بالشغب.. الشباب يموت في البحر كل يوم .. حنا مبغيناش القفة.. بغينا نخدمو"، وسط تأييد واسع من زملائه المتحلقين حوله. فيما قالت سيدة تبدو في عقدها الرابع: "أنا أرملة من الموقوفين عن العمل بسبب إغلاق المعبر وعندي سبعة أفراد في المنزل لا أحد يعمل.. وسكان الفنيدق لم يجدوا ما يقدموا أو يؤخروا .. انظروا من حالنا"، وذلك في أشبه ما يكون بنداء استغاثة. فيما قال آخر: "الكل يعاني في هذه المدينة المنكوبة والحلول المطروحة ترقيعية ليست إلا"، وأضاف آخر: "أنا عندي طفلال ولا أجد ما آكله مع أسرتي.. لا تعطيني القفة ولا حاجة لي بها أريد مكانا لأعمل فيه وأجلب القفة بعرب جبيني". وتبقى هذه الآراء جزء من الواقع الذي تكابده الفنيدق وسكانها بسبب قرار إغلاق المعبر ومنع التهريب المعيشي، في ظل انعدام بدائل اقتصادية تؤوي آلاف العاطلين وتؤمن لهم لقمة العيش. وتأتي هذه الاحتجاجات، بعد أيام من إطلاق سراح المعتقلين الأربعة على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المدينة منذ أسبوعين، وقضت في حقهم المحكمة الابتدائية بتطوان بالسجن لمدة 6 أشهر موقوفة التنفيذ. وكان والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد امهيدية، قد عقد الأسبوع الماضي، لقاء مع منتخبي الإقليم لدراسة البدائل الاقتصادية الممكنة للمنطقة، غير أنها لم تفلح في ثني المواطنين على الخروج للتظاهر مرة أخرى.