أكدت آخر المعطيات الآتية من الجارة الجنوبية موريتانيا أن الوفد الانفصالي، الذي كان في زيارة للعاصمة نواكشوط وعلى رأسه المسمى وزير الخارجية، محمد سالم ولد سالك؛ عاد خالي الوفاض إلى مخيمات تندوف، باستثناء استقبال الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، ولد سالك، والتقاط صورة معه. إذ إن بلاغ الرئاسة الموريتانية جاء جافا، ولم يتطرق، لا من قريب ولا من بعيد، إلى ما دار بين الرئيس الغزواني والانفصالي ولد سالك، كما هو متعارف عليه في مثل هذه الاستقبالات. فحتى خبر تسلم الرئيس الموريتاني رسالة خطية من زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، أدرجته وكالة الأنباء الموريتانية على لسان ولد سالك بدل أن تعطيه طابعا رئاسيا موريتانيا. وعند مقارنة البلاغ الذي أصدرته الرئاسة الموريتانية، يوم الجمعة الماضي، عقب الاتصال الهاتفي بين الملك محمد السادس والرئيس الغزواني، بقصاصة استقبال ولد سالك، يظهر جليا أن استقبال الوفد الانفصالي كان بروتوكوليا فقط لتجنب إحراجه، بعدما ظل ينتظر منذ يوم الجمعة الماضي في العاصمة نواكشوط. وبالتزامن مع استقبال الوفد الانفصالي من لدن الرئيس الغزواني، استقبل وزير الخارجية الموريتانية، إسماعيل ولد الشيخ، في اليوم نفسه، الوفد الانفصالي، كما استقبل في اليوم ذاته سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبنواكشوط، مايكل دودمان؛ حيث تطرقا إلى «المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك»، واستقبل في اليوم نفسه، كذلك، سفير المملكة المتحدةبنواكشوط، سيمون بويدن، وتباحثا أيضا بخصوص «المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك»، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال بخصوص سياقات وخلفيات هذه الاستقبالات، إذا ما أٌخذ بعين الاعتبار أنها تأتي بعد تحرير القوات المسلحة الملكية معبر الكركرات من المجموعة الانفصالية التي أغلقته ما بين 21 أكتوبر المنصرم و13 نونبر الجاري، وبعد الاتصال الهاتفي بين الملك وولد الغزواني. وأورد محمد سالم ولد سالك، في تصريح لوكالة الأنباء الموريتانية الرسمية، قائلا: «سلمنا فخامة الرئيس رسالة من أخيه الرئيس إبراهيم غالي، حول آخر تطورات القضية الصحراوية وحول العلاقات الثنائية. تعتقد الجمهورية الصحراوية أن الاستقرار والأمن في المنطقة مرتبطان باحترام الحدود، ويقومان على العدل وعلى الحق»، وتابع: «وستعمل الجمهورية الصحراوية في هذا الاتجاه، بصفتها عضوا في الاتحاد الإفريقي، وعلى أساس أن تكون العلاقات مبنية على الاحترام المتبادل وعلى المصالح المشتركة»، لكن الجبهة تقول «الشيء ونقيضه»، متناسية أنها خنقت الشعب الموريتاني على طول 23 يوما من إغلاق معبر الكركرات، وبعد تحرير المعبر من لدن المغرب وتأمين تدفق شاحنات المواد الغذائية إلى الأسواق الموريتانية، خرج ولد سالك يتحدث عن «المصالح المشتركة». وإذا كان الاتصال الهاتفي بين الملك محمد السادس والرئيس ولد الغزواني أكد تعزيز وتقوية التعاون بين البلدين، فإن أولى البوادر ظهرت، أول أمس الاثنين، إذ أعلن الاتحاد العام لمقاولات المغرب أنه بإمكان المقاولات المغربية المنضوية في الاتحاد، من الآن فصاعدا، الحصول على تأشيرة أعمال متعددة الدخول إلى موريتانيا صالحة مدة عامين. وفي سياق متصل، انتقد وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو مارلاسكا، موقف رفيقه في الحكومة عن حزب بوديموس، بابلو إغليسياس، النائب الثاني لرئيس الحكومة، الداعم لجبهة البوليساريو خلال التطورات الأخيرة التي طبعت ملف الصحراء المغربية في معبر الكركرات. وخاطب مارلاسكا بطريقة غير مباشرة إغليسياس قائلا: «من يدبر السياسة الخارجية الإسبانية هو رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية»، بل أكثر من ذلك أقر بأن «المغرب يعلم أن إسبانيا تبحث عن حل عادل ومقبول للصحراء الغربية»، قاطعا، بذلك، الطريق على حزب بوديموس الذي يطالب ب«استفتاء تقرير المصير» المتجاوز دوليا وإقليميا.