بعد انتظار منذ الجمعة الماضي، استقبل الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الإثنين بالقصر الرئاسي في نواكشوط، من يسمى "وزير خارجية البوليساريو"، حاملاً رسالة من "كبير الانفصاليين"، إبراهيم غالي. وكان القيادي في التنظيم الانفصالي محمد سالم السالك حل قبل ثلاثة أيام بالجارة الجنوبية للمملكة من أجل عقد لقاء مع المسؤولين الموريتانيين، لكنه ظل ينتظر إلى غاية اليوم الإثنين لتسليم رسالة إلى الرئيس الموريتاني. وذكرت مصادر موريتانية أن استقبال وفد البوليساريو بالقصر الرئاسي كان "باردا"، بعد الأضرار التي تسبب فيها التنظيم الانفصالي لموريتانيا من خلال عرقلة حركة السير بمعبر الكركرات ومنع وصول المواد الغذائية إلى الأسواق الموريتانية. وشكر القيادي الانفصالي، في تصريح لوسائل الإعلام الموريتانية الرسمية، الرئيس الغزواني على استقباله، مشيرا إلى أن الرسالة التي سلمها له تتعلق ب"آخر تطورات القضية الصحراوية" وب"العلاقات الثنائية". ولم تتفاعل الأوساط الموريتانية مع استقبال الرئيس الغزواني لوفد جبهة البوليساريو، وهو ما يعكس تحولاً جديداً لدى الرأي العام الموريتاني، الذي كان قد انتقد في سابقة هي الأولى من نوعها التنظيم الانفصالي بعد قطع معبر الكركرات. وكانت مصادر دبلوماسية كذبت الأخبار التي تروجها منابر إعلام انفصالية بين الفينة والأخرى حول توجه موريتانيا إلى إغلاق المعبر من جهتها، وأكدت أن الجانب الموريتاني قرر أن يجعل المنطقة عسكرية لتأمينها جيدا، وهو بمثابة صفعة للانفصاليين. المصادر ذاتها أكدت لهسبريس أن الإجراءات المغربية بالكركرات جرت بالاتفاق مع الجانب الموريتاني، مضيفة أن المغرب سيقوم بتعبيد الطريق وربطها مع الجانب الموريتاني، بموافقة نواكشوط، بحوالي 4 كيلومترات، لتسهيل عملية عبور الشاحنات. وكان الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا، يوم الجمعة من الأسبوع الماضي، مع رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني. وخلال هذا الاتصال عبر قائدا البلدين عن "ارتياحهما الكبير للتطور المتسارع الذي تعرفه مسيرة التعاون الثنائي، والرغبة الكبيرة في تعزيزها والرقي بها، بما يتيح تعميق هذا التعاون بين البلدين الجارين وتوسيع آفاقه وتنويع مجالاته". وقال الدكتور محمد الخليفة، الأستاذ الجامعي بالمدرسة العليا متعددة التقنيات بموريتانيا، إن نواكشوط "تتطلع إلى تطوير علاقاتها الإستراتيجية مع المملكة المغربية الشقيقة، وترحب بجلالة الملك محمد السادس ضيفا عزيزا في بلده الثاني". وأضاف الخليفة في مقال توصلت به هسبريس، على ضوء زيارة الملك محمد السادس المرتقبة إلى موريتانيا: "نحن نعيش في عهد التحالفات والتكتلات الإقليمية والدولية بمقاربة رابح- رابح، الجميع رابح. لقد فشلت كل المقاربات التي تعمل على تغذية النزعات الانفصالية والتشرذم بين الشعوب".