اعتبر خالد الشكراوي، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، أن ما شهده معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا الجمعة، كان متوقعا لإعادة الأمور إلى طبيعتها خصوصا بعدما لم يؤت تدخل الأممالمتحدة أي نتيجة، وأكد أن رد فعل جبهة البوليساريو الانفصالية يمكن أن يكون "عنيفا". وقال الشكراوي في تصريح ل"اليوم 24′′، إن "ما يحدث حاليا كان متوقعا، خاصة وأن الوضع ظل جامدا منذ أكتوبر إلى الآن. والمغرب طالب بتدخل الأممالمتحدة في هذا الإطار، فقامت بنوع من التواصل لكن ظل بدون جدوى". وأضاف الخبير في العلاقات الدولية بأن الوضع في الكركرات كان "جد معقد وفيه ضرر اقتصادي ليس للمغرب فقط، بل بالأساس لموريتانيا، كما أنه منع لحرية تنقل الأشخاص والبضائع ما بين دولتين ذات سيادة". وزاد الشكراوي موضحا أن إغلاق عناصر من البوليساريو للمعبر وعرقلة حركة المرور هذا يدخل في إطار "السياسة الجديدة للبوليساريو، والتي في الغالب كانوا يقومون بهذه الأعمال بالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن في الآونة الأخيرة بدأ الأمر يأخذ صبغة أخرى"، وأفاد بأن قادة الجبهة الانفصالية يحاولون "الإفراج عن مجموعة من المكبوتات والتناقضات داخل المخيمات والصراعات الداخلية". وأشار المتحدث ذاته، إلى أن الجزائر ليست بعيدة عما يجري من تطورات، مبرزا أن الوضع "جد حرج على مستوى قصر المرادية بالجزائر، حيث أضحى الجيش هو المتحكم الأساس في ظل غياب الرئيس المريض للتداوي في الخارج". وأفاد الشكراوي بأن تدخل المغرب كان "ضروريا ومسؤولا لفك أسباب الحصار وتأمين المسار في طريق الكركرات"، مشددا على أن هذا التحرك جاء كذلك لتأمين "المجال الحدودي للمغرب وتحرير حرية مرور البضائع والأشخاص ليس فقط على مستوى العلاقات بين المغرب وموريتانيا وأيضا على مستوى العلاقات الدولية". وبخصوص رد فعل جبهة البوليساريو الانفصالية على الخطوة المغربية، قال الشكراوي: "يجب علينا انتظار ردود الفعل من البوليساريو، والتي ربما قد تكون سلبية وعنيفة إلى حد ما"، مؤكدا أن المغرب متأهب لكل الاحتمالات و"كل شيء متوقع خاصة أن المشكل مرتبط بالجزائر أساسا لأن البوليساريو لا تتحرك بدون إذن أو أوامر من الجزائر". وأوضح الشكراوي أن رئيس الجبهة الانفصالية "لا يتمتع بأي مشروعية في المخيمات إلا بمشروعية المخابرات الجزائرية، وبما أن الأمنيين أضحوا يتحكمون في الجزائر يمكن انتظار ظهور حماقات معينة لإنتاج نوع من الوحدة الوطنية على حساب العدو الجار، وهذه من التقنيات المعروفة التي تلجأ إليها الدول لتحقيق الوحدة الداخلية من منطلق مكافحة عدو خارجي".