في مشهد يعبر عن معاملة الشرطة الفرنسية، تعرض 4 أطفال فرنسيين مسلمين للمعاملة كإرهابيين، بسبب ردود أفعالهم على معلمهم في مدرستهم جراء الرسوم المسيئة إلى النبي محمد. وداهمت الشرطة منازل الطلاب في مدينة ألبيرفيل، خلال الساعات الأولى من الصباح، وتعاملت مع أطفال بعمر عشر سنوات على أنهم إرهابيين، ثلاثة منهم أتراك، وواحد مغاربي، إذ روت عائلات الأطفال معاملتهم ل"الأناضول". ستيقظ الأطفال في الساعات الأولى من صباح الخامس من نونبر الجاري، لتقتادهم الشرطة من بين أسرهم إلى مركز الشرطة بمفردهم، واستجوبتهم لمدة 11 ساعة، ما أثار ردود أفعال واسعة بين الأتراك، والمسلمين المقيمين في فرنسا بعد انتشار الخبر. وحول ما حدث في مدرسة لويس باستور الابتدائية، أخبر المعلمون الشرطة أن الأطفال "لم يحبوا الرسوم الكاريكاتيرية، التي تحتوي على إساءات للنبي محمد". وقد وجهت الشرطة أسئلة سياسية لأسر الأطفال، تتعلق بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وكذلك السؤال عن الحجاب، ومعتقدات أفراد العائلة، ومذاهبهم. عاملونا كإرهابيين ثروت يلدريم من جوموش هانة في تركيا، يعمل في البناء، أعرب عن استيائه مما قامت به الشرطة الفرنسية من التعامل مع ابنته (أ. ي) كمعاملة الإرهابيين. وحول حادثة احتجاز ابنته إحدى عشرة ساعة، قال يلدريم: "فاجأتنا الشرطة، وطرقت الأبواب بشكل مبالغ فيه، وبمجرد فتح الباب، وجدنا ما بين 8 – 10 من أفراد قوات مكافحة الإرهاب، كان بعض منهم يخفي وجهه بأقنعة". وأضاف المتحدث نفسه: "بمجرد دخولهم بأسلحتهم سألوا عن ابنتي، البالغة من العمر عشر سنوات، وقالوا إن هناك تهمًا ضدها بالإرهاب، وجمعته الشرطة الفرنسية مع زوجته، وولديه، وابنته في غرفة واحدة، ولم يمنحوهم الفرصة حتى للوقوف". وأبدى يلدريم استياءه من تفتيش الشرطة المنزل دون مستندات، أو أمر ضبط، وأضاف: "لقد فوجئنا بهم، وعاملونا كما يعاملون الإرهابيين، وبالفعل اتهموا ابنتي بالإرهاب، قائلين إنها متهمة بدعم الإرهاب، وسنصطحبها معنا، وفي الساعة التاسعة صباحًا، أرسلوا يطلبونني في مركز الشرطة". وأكد يلدريم أن رجال الشرطة "فتشوا غرفة ابنتي وألقوا كتبها على الأرض، والتقطوا صورًا فوتوغرافية لها، ثم أخذوها، وغادروا"، "لا توجد وثائق في مركز الشرطة". يلدريم ذكر، أيضا، أنه ذهب لاحقًا إلى مركز الشرطة، وأدلى بأقواله بواسطة مترجم، كما ذكر أنه لم يحصل على أية وثيقة مكتوبة فيما يخص أمر القبض، أو التهم الموجهة إلى ابنته الصغيرة، وأن إفادته هو وزوجته في مركز الشرطة استغرقت قرابة الساعتين، وتابع: "أثناء الإدلاء بأقوالنا وُجهت إلينا أسئلة مثل؛ هل تصلون، هل تذهبون إلى المسجد، هل يذهب الأطفال إلى المسجد، هل يتلقى الأطفال تعليمهم الديني في المسجد، ماذا ترى بخصوص الجدل، الدائر بين أردوغان، وماكرون، والأمور السياسية بينهما، وكذلك السياسة في تركيا؟"، وزاد: "بعد الانتهاء من الإدلاء بأقوالنا، حصلوا على بصمات أصابعنا، ثم نقلونا إلى جدار أبيض، والتقطوا لنا الصور من الأمام، واليمين واليسار كالإرهابيين". دعوى ضد مدير المدرسة وقال يلدريم إن الشرطة أبلغته شفهيًا بالتهم الموجهة إلى ابنته، كما لفت الانتباه إلى أنه تم إجراء استبيان في مدرستها حول المدرس المقتول، صامويل باتي، بعد عرضه على طلابه في المدرسة رسومًا مسيئةً إلى النبي محمد، وأشار إلى أنها "عبرت عن حزنها لمقتل المدرس، ولكنها تمنت لو لم يقم المدرس بعرض تلك الرسوم، إلا أن المدرسين في المدرسة فهموا غير ذلك". واستطرد المتحدث ذاته: "وفقًا لما أخبرتنا به الشرطة حول أقوال ابنتي أنها قالت ‘لو لم يمت لكان أفضل، ولو لم يُقتل لكان أفضل"، ولكننا لا نقبل هذا، لم تقل ابنتي شيئًا كهذا". وأكد يلدريم أنه يبحث عن محامٍ، وسيقاضي مدير مدرسة لويس باستور الابتدائية، حيث تخرج ثلاثة من أبنائه، وأنه يعيش في فرنسا منذ 20 سنة، وقد تلقى تعليمه المدرسي والجامعي في فرنسا. خفت كثيراً من ناحيتها، قالت الطفلة بخصوص نقلها إلى قسم الشرطة إنها خافت، وإنها أول مرة تتعرض فيها لشيء كهذا، موضحة أنها لم تتخط الصدمة بعد، والشرطة سألتها إذا كانت تذهب إلى المسجد، فأجابتها بأنها تذهب يومي السبت، والأحد. أما مقدس أقداغ والدة الطفل "ي. إ. أ"، فقالت إن الشرطة داهمت منزلها في الساعة السابعة والنصف صباحاً، لتوقيف طفلها الصغير دون أي إخطار مسبق، وأضافت أن الشرطة فتشت على الفور المنزل، للبحث عن ابنها دون إظهار إذن التنفتيش، وصورت آيات القرآن الموجودة في المنزل، واقتادت طفلها إلى قسم الشرطة دون أن تقول أي شيء، وذلك تسبب في خوف الأطفال الآخرين في المنزل. وأشارت المتحدثة نفسها إلى أنها ذهبت بعد ذلك بصحبة زوجها للإدلاء بأقوالهما، وأن الشرطة لم تظهر لهما أي مستندات رسمية مكتوبة، وأن المدرسة أيضا استجوبت ابنها بخصوص المدرس المقتول، باتي. وزادت أقذاع أن الشرطة وجهت إليها أسئلة سياسية، وسألتها عن رأيها في الخلاف بين أردوغان وماكرون، فأجابت بأنها لا تفهم في تلك الأمور السياسية، ولا تتدخل بها، وسألتها عن سبب ارتداء الحجاب، وما إذا كان زوجها قد أجبرها على ذلك، فرردت بأنها ترتديه، لأنها مسلمة، وأرادت ذلك. وأكدت المتحدثة نفسها أنها منزعجة من معاملة عائلتها، وكأنها إرهابية، وأنها تعيش في فرنسا منذ عام 1999 كما أنها تفكر في رفع دعوى قضائية ضد الشرطة. السؤال عن الصلاة والصيام أما الطفل "ي.إ. أ"، فقال إنهم "سألوه في المدرسة عن الرسوم المسيئة، فأجاب ليته لم يعرض تلك الرسومات، أظنه مات بسبب ذلك". وأضاف أنهم "وجهوا إليه أسئلة في قسم الشرطة حول الصلاة، والصيام، والذهاب إلى المسجد، فأجابهم بأنه يذهب إليه، ويؤدي الصلاة، ويصوم في أيام الاثنين فقط. اتهام بالدفاع عن الإرهاب أما عائشة غول بولات، فقالت إن الشرطة داهمت منزلها صباحاً، وقرعوا الباب بشدة ودخلوا المنزل لتفتيشه، كانوا 7-8 أشخاص، وكان أربعة منهم ملثمين، هاجموا المنزل دون أن يقولوا أي شيء، وأردفت "سألتهم عن سبب مجيئهم إلى بيتنا، فأجابوني أن ابني (م. إ. ب) يدافع عن الإرهابيين، وأنم جاؤوا لاقتياده إلى قسم الشرطة". ولفتت غول الانتباه إلى أن رجال الشرطة "لم يكن بحوزتهم أي أوراق، ورفضوا أن يخبرونا بأي شيء، وطلبوا مني القدوم إلى قسم الشرطة، وأيقظوا طفلي، البالغ من العمر عشر سنوات، من النوم، وأخذوه إلى قسم الشرطة". وتابعت المتحدثة نفسها: "أعيش هنا منذ 17سنة، ولا أقبل مطلقاً الطريقة، التي عاملونا بها، علمنا أن المعلم في المدرسة قدم شكوى، واندهشنا، لأن علاقتنا جيدة بكل المعلمين، وحتى لو كان الطفل قد فكر بشيء كهذا، كان على المدرس أن يتصل بنا ويخبرنا".وأكدت أن الشرطة "عاملتهم كإرهابيين، وأنهم لا يقبلون هذه المعاملة، وأنها ستتقدم بشكوى للنيابة ضد معلم ابنها في المدرسة"، لافتة الانتباه إلى أنها حزنت على موت المعلم الفرنسي باتي، وأنه لا يجب أن يتم تحميل المسلمين مسؤولية الجريمة". وقال الطفل (م إ ب) إن المدرس سأله عن المعلم المقتول، فأجابه بأن من يسيئون إلى الرسول سيدخلون النار في الآخرة، مضيفاً أن الشرطة احتجزته بسبب ذلك. التهديد بأخذ الطفل من عائلته الأب عمر بولات، قال إن "الشرطة لم تقدم أي مستندات مكتوبة، وسألوه أسئلة بخصوص الدين الإسلامي"، وأضاف: "أعيش هنا منذ 25 سنة، وأول مرة أتعرض لمثل هذا الأمر، الفرنسيون دائماً ما يتحدثون عن حرية التعبير، وعندما يتكلمون هم لا يحدث شيء، ولكن عندما نتحدث نحن يحبسوننا، أين حقوق الإنسان؟ هناك معايير مزوجة في هذا الموضوع". وأشار إلى أنهم "لا يرغبون في أن يواصل ابنهم التعلم على يد نفس المدرس، وهناك خطر أن يأخذوا طفلهم منهم إذا لم يواصل الذهاب إلى المدرسة بعد تهديد الشرطة للأم بذلك". وقال بولات إنهم "أرسلوا رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان يساندهم باستمرار"، متابعا "رضي الله عن رئيسنا أردوغان، نتمنى أن يهتم لموضوعنا وبالعائلات التركية". ابني ليس إرهابياً الجزائرية نبيلة حريد، قالت إن ابنها (ش.ه) أيضاً تعرض لما تعرض له الأطفال الأتراك، إذ إن الشرطة الفرنسية داهمت منزلها في ساعة مبكرة وصوروا كل الغرف في المنزل"، وأوضحت أن "الشرطة لم تقدم لهم نسخة من محضر التحقيق، وأنها لم تتعرض لمثل هذا الموقف من قبل، مبدية اعتراضها على استجواب ابنها بمفرده، وهو لا يزال في سن العاشرة، مؤكدة أنه ليس إرهابياً"، وأكدت أنها سترفع دعوى بخصوص مداهمة منزلها. أما الطفل فقال إنه خاف كثيراً من مداهمة الشرطة لمنزلهم، وأنه في المدرسة لم يقل شيئاً سوى "لماذا رسمتم كاريكاتور لنبينا؟ هذا خطأ". وأشار إلى أن الشرطة اتهمته برسائل التهديد، التي وجدت في صندوق بريد المعلم في المدرسة، وأنه أكد لهم أنه ليست له أية علاقة بالأمر. –