احتجزت الشرطة الفرنسية 4 أطفال تبلغ أعمارهم 10 أعوام لأكثر من 11 ساعة في مدينة ألبرفيل جنوب شرقي فرنسا، ومارست بحقهم نوعا من الارهاب خلال استجوابهم بدون مستندات قانونية. ووفقًا لحكم جنائي سُن في نوفمبر 2014 يجرم "تبرير الإرهاب"، كان المدعون العامون الفرنسيون يلاحقون بقوة أي شخص يتحدث بشكل إيجابي عن عمل أو جماعة إرهابية حتى لو كانت نيتهم عدم التحريض على العنف أو الترويج للجماعة ، وفقًا لمنظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش". والخميس، داهمت الشرطة الفرنسية منازل الأطفال الأربعة، 3 أتراك وجزائري، بسبب إجاباتهم على أسئلة المعلمين حول الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة إلى النبي. واقتادت الشرطة الأطفال المذعورين بعد انتزاعهم من أسرهم إلى مركز الشرطة واستجوبتهم لمدة 11 ساعة، إلى جانب استجواب أسرهم في المخفر أيضا. واستنكر والد أحد الأطفال الذي تم احتجازه واستجوابه من قبل الشرطة، في مقابلة مع الأناضول الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة الفرنسية، صباح الخميس الماضي. وشرح أب الفرنسي من أصول تركية للأناضول تفاصيل عملية المداهمة قائلا: "قبل الساعة السابعة صباحا، طرقت الشرطة الباب بطريقة كانت ستؤدي إلى كسره تقريبا"، ما سبب له صدمة. وتابع أن 10 من رجال الشرطة دخلوا المنزل مقنعين يحملون بأيديهم أسلحة والصراخ يملأ أفواههم والعدوانية ظاهرة عليهم. "أمرونا بالجلوس جميعا وأيقظوا ابنتي ذي العشرة أعوام من نومها ووجهوا لها تهمة التبرير للإرهاب"، يضيف الوالد للأناضول. ومضى: "قالوا لنا بعد ذلك تعال مع ابنتك الساعة التاسعة صباحا. ثم التقطوا صورا لديكور الجدران، وحاولوا العثور على أدلة تديننا من خلال تفتيش المنزل بأكلمه". "ذهبنا إلى مخفر الشرطة، وبعد ساعتين من الانتظار سألونا العديد من الأسئلة حول معتقدنا الديني، وما إذا كنا نصلي"، يوضح الوالد. وشرح الوالد كيف تصرفت الشرطة الفرنسية معه ومع عائلته في المخفر، قائلا: استجوبوا ابنتي وزوجتي وأنا، لمدة ساعتين، وبصرف النظر عن أسئلتهم عن ديننا، سألونا عن رأينا بالتوتر الحاصل بين (الرئيس الفرنسي، إيمانويل) ماكرون، و(الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان، معتبرا أن الأسئلة كانت وقحة وفي بعض الأحيان استفزازية. واستطرد قائلا: "بنفس الطريقة التي عاملونا بها في الصباح، فقد أرادوا بكل وضوح ترهيبنا بالضجيج والعنف المفرط. حقا لا أفهم: 10 عناصر شرطة مدججون بالأسلحة، يحاولون كما بدا كسر الباب للدخول والقبض على ابنتي ذي العشرة أعوام والتي كانت نائمة". ووصف الأب عملية المداهمة التي نفذتها الشرطة بأنها "عدوانية ومخيفة بشكل كبير" وترجع ربما للأسئلة أو التعليقات التي طرحها طلاب المدرسة الأربعة في اليوم السابق من احتجازهم، وذلك عقب مناقشة في الصف الدراسي بشأن الرسوم المسيئة لنبي الإسلام محمد (ص) وجريمة قتل المعلم صموئيل باتي، الذي عرض تلك الرسوم في حصته. "ربما علقت ابنتي على قتل الأستاذ، لكنها ما تزال في العاشرة فقط من عمرها، وهي لا تعرف شيئا عن الموضوع" يوضح الأب الفرنسي التركي. وقال: إننا لا نتحدث عن تلك المواضيع في البيت. الجميع يعرف عائلتنا والمدرسة تعرفنا بشكل جيد؛ وكان لدينا عدة أطفال ذهبوا للمدرسة نفسها. فإذا كان هناك قلق من التطرف عندنا، سيعرف الجميع". من جانبها، قالت شرطة ألبرفيل للأناضول إنها لا تستطيع تقديم أي معلومات بشأن عملية احتجاز الأطفال الأربعة. كذلك لفت والدا الطفلة الذين قابلتهما الأناضول إلى أن الشرطة الفرنسية رفضت تزويدهما بوثيقة توضح سبب احتجازهم لطفلتهما، أو سبب إخضاعهم للاستجواب. وبحسب والد الطفلة، فإن اثنين من الأطفال الأربعة الذين احتجزتهم الشرطة تم نقلهما إلى بلدة تشامبري جنوب شرقي فرنسا، لكنه لا يعرف كيف يتم الاعتناء بهذين الطفلين. المدرسة التي وقعت فيها الحادثة لم ترد على طلب الأناضول للتعليق على واقعة استجواب الأطفال الأربعة. واستأنف 12 مليون طالب الدراسة هذا الأسبوع في فرنسا في ظل فرض إجراءات صحية وسط تفشي فيروس كورونا، ولا سيما التلاميذ من عمر ستة أعوام ملزمون بارتداء الكمامة.