ضمن جولة تهدف إلى إخماد الغضب على فرنسا، بسبب قضية الرسوم المسيئة إلى الإسلام، حل وفد برلماني فرنسي بالمغرب، بحجة "توضيح تصريحات أسيء فهمها". واستقبل الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، أمس الاثنين، وفدا برلمانيا فرنسيا يتكون من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي، ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية – المغربية، نائب في الجمعية الوطنية الفرنسية عن "الفرنسيين بالخارج". في مستهل هذا اللقاء، أوضح رئيس لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي، أن زيارته الحالية تتزامن مع زيارة وزير خارجية فرنسا للمغرب، "وهي زيارة صداقة وتوضيح لتصريحات أسيء فهمها مرتبطة بالأحداث الإرهابية التي عرفتها فرنسا مؤخرا". وقال رئيس اللجنة النيابية الفرنسية إن فرنسا تحترم، وتقدر الدين الإسلامي، والرسول، وأي إساءة لهما لا تعبر عن رأي غالبية الشعب الفرنسي، الذي يعتبر الإسلام مكونا أساسيا للمجتمع الفرنسي، ويحترم الرسول، لأنه يمثل أقوى رمز للإسلام، مشيرا إلى حرية ممارسة التدين في فرنسا مع احترام للقوانين الجاري بها العمل. وسجل رئيس اللجنة أن قوة العلاقات، التي تجمع المغرب، وفرنسا، وقال: "علاقات البلدين جد وثيقة، والمغرب كان دائما ملتقى للحضارات، وصلة وصل بين أوربا، وإفريقيا، ونحن نتقاسم القيم ذاتها"، كما أشاد بمستوى التعاون بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين، معربا عن الرغبة في توطيده أكثر خلال الفترة المقبلة. وبدوره، ثمن النائب عن الفرنسيين في الخارج، العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، مبرزا غنى، وتنوع التعاون الفرنسي-المغربي على المستوى الثقافي، والاقتصادي، والعسكري، والاجتماعي، لافتا الانتباه إلى البعد الإنساني في علاقات البلدين، حيث يوجد ما يزيد عن مليوني مغربي في فرنسا، ومائة ألف فرنسي في المغرب. وأكد رئيس مجلس النواب أن الصداقة المغربية-الفرنسية مبنية على أسس جد متينة، "وتمثل الفترات الصعبة مناسبة لاستكشاف فرص جديدة للتعاون"، وشدد على أن الإسلام دين ينبذ العنف، والتطرف، والمغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المومنيين، يكرس الصورة الحقيقية للإسلام، التي تدعو إلى الوسطية، والتسامح، والاعتدال، والانفتاح على الآخر كيفما كان عرقه، أو ديانته. يذكر أن زيارة الوفد البرلماني الفرنسي تزامنت مع وصول وزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، إلى المغرب، حاملا الرسائل ذاتها. وكان المغرب قد أدان بشدة الإمعان في نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة إلى الإسلام، والرسول محمد عليه الصلاة والسلام. وذكر بلاغ سابق لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المملكة المغربية تستنكر الأفعال المذكورة، التي تعكس غياب النضج لدى مقترفيها، وتجدد التأكيد أن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين، ومعتقداتهم. وأبرز البلاغ نفسه أن حرية التعبير لا يمكنها، لأي سبب من الأسباب، أن تبرر الاستفزاز، والتهجم المسيء إلى الديانة الإسلامية، التي يدين بها أكثر من ملياري شخص في العالم. وأضاف المصدر ذاته أنه بقدر ما تدين المملكة المغربية كل أعمال العنف الظلامية، والهمجية، التي ترتكب باسم الإسلام، فإنها تشجب الاستفزازات المسيئة إلى قدسية الدين الإسلامي. وختم البلاغ نفسه أن المملكة المغربية تدعو، على غرار باقي الدول العربية، والإسلامية، إلى الكف عن تأجيج مشاعر الاستياء، والتحلي بالفطنة، وروح احترام الآخر، كشرط أساسي للعيش المشترك، والحوار الهادئ، والبناء بين الأديان.