قام وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس وأول أمس، بزيارة إلى المغرب تمحورت حول تعزيز التعاون الثنائي، والتباحث حول الملفات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين. وعقد جان إيف لودريان مباحثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، تركزت على تعزيز التعاون في المجال الاقتصادي ومحاربة الهجرة غير الشرعية. وعقب ذلك، عقد الوزيران لقاء صحفيا مشتركا، أكد خلاله وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أن فرنسا قلقة إزاء عرقلة السير المسجلة حاليا بالكركارات. وقال لودريان إن فرنسا تتابع باهتمام أحداث الكركرات، مؤكدا أنه "يتعين الخروج من هذا الوضع". وفي السياق ذاته، أشاد لودريان بحس المسؤولية الذي أبان عنه المغرب. من جهة أخرى، جدد رئيس الدبلوماسية الفرنسية التأكيد على الموقف "الثابت" لفرنسا، الذي يدعم البحث عن حل "عادل ودائم ومتوافق بشأنه من الأطراف" لقضية الصحراء تحت رعاية الأممالمتحدة. وقال لودريان "ذكرت بوريطة بموقف فرنسا الثابت والداعم للبحث عن حل عادل ودائم ومتوافق بشأنه من الأطراف تحت رعاية الأممالمتحدة، ووفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي، يأخذ في الاعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي كأساس جدي وذي مصداقية لحل متفاوض بشأنه". من جهته، قال بوريطة إن مباحثاته مع نظيره الفرنسي شكلت فرصة لتقديم لمحة عامة له عن تطورات قضية الصحراء، لاسيما بعد المصادقة على القرار الجديد لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وفي اليوم ذاته، خلال مباحثات بين وفد برلماني فرنسي والخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الفرنسية، عبد الصمد قيوح، بالرباط، شدد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية المغربية بمجلس الشيوخ الفرنسي، كريستيان كامبون، على أن بلاده تكن احتراما كبيرا للإسلام وقيمه ورسوله. وقال كامبون "إننا نكن احتراما كبيرا للإسلام وقيمه ورسوله وكذا لأولئك الذين أبانوا دوما عن روح التسامح وساهموا في تعزيز قيم الإنسانية". وسجل رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية المغربية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "بعض التصريحات ربما أسيء تفسيرها"، في إشارة إلى موجة السخط التي أثارها نشر الرسوم الكاريكاتورية المشينة ضد الدين الإسلامي والرسول صلى الله عليه وسلم. وتابع أن هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان للمغرب، يهدف إلى "تبديد أي سوء للتفاهم" وتجاوز هذا الحادث. وبعد أن اعتبر أن مجموعات الصداقة تشكل قيما مهمة، أكد كامبون على دور التعاون البرلماني والدبلوماسي في تعزيز قيم الصداقة بين البلدين. من جهته، أكد الخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين عبد الصمد قيوح على أهمية احترام الأديان والمعتقدات في إطار احترام الحريات الفردية. كما شدد قيوح على دور مجموعات الصداقة البرلمانية في تبادل وجهات النظر وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية بين البلدين، لافتا إلى التعاون المثمر بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.