بلخير سلام تستأثر مواجهتا الوداد والرجاء الرياضيين لنظيريهما الأهلي والزمالك المصريين، على التوالي، نهاية مساء اليوم وغدا الاحد، لحساب ذهاب المربع الذهبي لدوري أبطال إفريقيا، باهتمام متتبعي كرة القدم الإفريقية والعربية، بحكم قيمة الأطراف المتبارية حول بطاقتي التأهل إلى نهائي المسابقة الأغلى قاريا على مستوى الأندية. وسيكون مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء مسرحا لهذين الصدامين الحارقين، اللذين يندرجان ضمن ذهاب نصف نهائي إفريقي، بتوابل عربية وطابع مغربي/مصري، بحثا عن بلوغ محطة العرس النهائي القاري، والمبرمجين اليوم (السبت) بتلاقي الوداد والأهلي، وغدا (الأحد) بتباري الرجاء مع الزمالك، وكلا المباراتين ستجريان انطلاقا من الثامنة مساء، في انتظار مواجهتي الحسم إيابا بمصر، المقرر إقامتهما بتاريخي 23 و24 من شهر أكتوبر الجاري. ويدرك الوداد والرجاء الرياضيان، على غرار منافسيهما الأهلي والزمالك، أنهما صارا على بعد خطوة واحدة، موزعة بين مباراتين فاصلتين ذهابا وإيابا، من انتزاع تأشيرة التأهل إلى نهائي يتمنى المغاربة أن يكون حدثا مغربيا صرفا، في صيغة إنجاز كروي غير مسبوق بين قطبي كرة القدم الوطنية، في حال تفوقهما معا على ممثلي الكرة المصرية، عبر مجمل نتائج محطتي الذهاب بالمغرب والإياب بمصر، في أفق ضمان لقب قاري إضافي للكرة المغربية، عبر تنافس مفترض بين الغريمين البيضاويين على هوية البطل الإفريقي. وسيكون الوداد مرشحا لخوض الاختبار الأول، عند افتتاحه للمربع الذهبي المغربي المصري، اليوم (السبت)، أمام الأهلي، بحسابات قديمة لا تنسى، لاسيما لدى الأهلاويين، عندما تجرعوا الهزيمة على يد الوداديين، في نهائي دوري أبطال إفريقيا لسنة 2017، وظفر الفريق المغربي، حينها، باللقب الغالي، بفضل فوزه إيابا بملعب محمد الخامس بالبيضاء، يوم 4 نونبر، بهدف لصفر من توقيع وليد الكرتي (د:69)، بعدما كانت نتيجة الذهاب، التي أقيمت على أرضية ملعب برج العرب بالإسكندرية، بتاريخ 28 أكتوبر، قد انتهت بالتعادل (1-1)، من إمضاء كل من مؤمن زكرياء (د:3) لفائدة الضيوف، وأشرف بنشرقي لصالح الزوار. ويجد الوداد، ومعه مدربه الأرجنتيني ميغيل أنخيل غاموندي وباقي لاعبيه، أنفسهم ملزمين بتوخي الحيطة والحذر، ومسلحين بمزيد من التركيز الذهني على وجه الخصوص، طيلة التسعين دقيقة، تفاديا للمحظور، ولأي تعثر محتمل، خاصة أن فريق أهلي القاهرة سيخوض مباراة الغد، وهو يطمح إلى الثأر من "خسارته النهائية" قبل ثلاث سنوات خلت، عسى أن يرد الدين الذي ما يزال يؤرقه، لكن الوداد يخطط إلى تحويل "الدين الواحد" إلى "دينين اثنين". وارتباطا بالكتيبة الودادية، فإنها ستعرف بعض الغيابات البشرية، وإن كانت، على ما يبدو، غير ذات تأثير كبير على المجموعة؛ إذ كشف المدرب غاموندي أن الفريق سيفتقد لخدمات كل من الإيفواري الشيخ إبراهيما كومارا، لعدم تعافيه بالكامل، جراء إصابة سبق أن تعرض لها منذ حوالي شهرين، وأيوب العملود بداعي الإصابة، أيضا، وأشرف داري بسبب إسقاطه من اللائحة الإفريقية بعد تعرضه للإصابة، علما أن الأهلي الذي حل بالبيضاء، منذ الثلاثاء الماضي، سيكون حاضرا بكامل عناصره البشرية، بقيادة مدربه الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، الذي يعرف قيمة الوداد جيدا، تبعا لمجابهته عدة مرات، حينما كان مدرب لفريق بلده، صان داونز. وبخصوص مواجهة الرجاء والزمالك، المبرمجة غدا (الأحد)، فإن الفريق المغربي يعي جيدا أن العبور إلى النهائي يبدأ بهذا اللقاء المندرج ضمن ذهاب نصف النهاية، باعتبار أنه الفريق المضيف، وما يعنيه ذلك من ضرورة تحصيل نتيجة مطمئنة، من شأنها أن تجعله في أريحية نسبية، خلال إياب الدور ذاته، الذي سيقام بعد أسبوع بمصر، لاسيما أن لاعبي الكتيبة الخضراء يوجدون في وضعية نفسية مرتفعة، في ظل تتويجهم نهاية الأسبوع المنصرم بلقب البطولة الاحترافية، وما تخلل ذلك من احتفالات استثنائية، ومنح مالية دسمة بقيمة 10 ملايين سنتيم لكل لاعب، نضير التتويج، ومكافأة بقدر 3 ملايين سنتيم عن تجاوز الجيش الملكي، برسم آخر دورة من مسابقة الدوري الوطني. وبقدر ما سيساهم التتويج الوطني في زرع دفعة معنوية مهمة داخل صفوف القلعة الخضراء، فإن الرجاء سيكون مطالبا بوضع الانتشاء باللقب المغربي جانبا، ولو مؤقتا، من أجل التركيز أكثر أمام الزمالك، بحكم أهمية هذا اللقاء، الذي يأتي على مشارف نهائي الحلم، وبالنظر إلى حجم الخصم المصري، الذي لم يأت إلى الدارالبيضاء من أجل الفسحة؛ بل إنه سيخطط لخطف نتيجة إيجابية، ولو من قبيل التعادل، ولم لا الفوز؛ لكن الفريق المغربي لن يرضى بذلك، أبدا، وهو يستقبل داخل قواعده، حيث يراهن على حسم النتيجة لفائدته، كخيار أولى ولا مناص منه، مستثمرا استمرار مسلسل نتائجه الجيدة، إن على مستوى "أبطال إفريقيا" بدليل بلوغه الدور النصف نهائي، كما على المستوى الوطني، وحتى العربي من خلال مسابقة كأس محمد السادس للأبطال العرب. ويجد المدرب جمال سلامي نفسه أمام تحدي إيجاد بدائل بشرية، في ظل بعض الغيابات الاضطرارية، خاصة على مستوى الخط الدفاعي، من قبيل المدافعين عبد الرحيم الشاكير وعمر أبو طيب، اللذين تأكد عدم شفائهما نهائيا، جراء الإصابة، حسب نتائج آخر الفحوصات الطبية الدقيقة التي خضعا إليها، فضلا عن فرضية غياب اللاعب سند الورفلي، الدولي الليبي المحترف في صفوف الرجاء. بيد أن الفريق الزملكاوي يستفيد من جميع عناصره الأساسية، بمن فيهم اللاعبان المغربيان أشرف بنشرقي ومحمد أوناجم.