في ظل إحياء اليوم العالمي للمدرس في سياق جائحة كورونا، وقف حقوقيون على تبعات الجائحة على منظومة التدريس، مطالبين بمزيد من الحماية للأطر العاملة في هذا القطاع. وفي السياق ذاته قدمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في بلاغ لها بالمناسبة، اليوم الاثنين، تعازيها إلى كافة عائلات ضحايا وباء كوفيد 19 من أسرة التربية والتعليم، وتطالب الوزارة الوصية بتوفير الحماية الضرورية لكافة العاملين، والمتعلمين في الوسط المدرسي. وحذرت الجمعية نفسها مما قد ينتج من عدم احترام البروتوكول الصحي، والالتزام بالإجراءات الوقائية الضرورية في المؤسسات التعليمية، في ظل تزايد انتشار وباء كوفيد 19. وعن واقع التدريس، قالت الجمعية إنها رصدت غياب إرادة حقيقية لدى الدولة لإصلاح القطاع والإمعان في نهج السياسات الترقيعية نفسها، من فرص نظام التعاقد، وتقليص ميزانية القطاع، وضرب حقوق الشغيلة، مما أوصل المنظومة إلى تصنيفات متدنية لدى مختلف المنظمات الدولية، والوطنية. واتهمت الجمعية الوزارة الوصية على القطاع بالإصرار، بداية الموسم الدراسي الجاري، على اعتماد خيار "التعليم عن بعد"، على الرغم مما يكرسه من غياب تكافؤ الفرص، والمساواة بين المتعلمين، بسبب التفاوتات المجالية، والفوارق الاجتماعية، والفقر، والهشاشة لدى العديد من الأسر، وغياب العتاد المعلوماتي الضروري، للقيام بذلك في المؤسسات التعليمية. وانتقدت الجمعية ذاتها ما وصفته بالتغول، الذي أبانت عنه شركات التعليم الخاص في علاقتها مع زبنائها بمنطق تجاري، بعيدا عن أي التزام بالقانون، وفي حياد سلبي للوزارة الوصية في العديد من حالات التوتر، الذي عاشته العديد من الأسر مع بعض المؤسسات الخصوصية. ورصدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تعثر انطلاق الموسم الدراسي الحالي، واعتماد الوزارة حلولا بديلة، وصفتها بالترقيعية، مثل التعليم بالتناوب، وحذف بعض المواد الدراسية، للتغطية على نقص الأطر الإدارية، والتربوية، والإكتظاظ. ويحتفل المنتظم العالمي بالخامس من أكتوبر، كيوم عالمي للمدرس، الذى يؤرخ لذكرى الإصدار المشترك لمنظمة اليونسكو، ومنظمة العمل الدولية لتوصية بشأن أوضاع المدرسين سنة 1966، التي تشكل الإطار المرجعي الرئيسي لتسليط الضوء على الظروف المادية، والمعنوية للمدرس، ومسؤولياتهم على الصعيد العالمي، اعترافا بما لهيأة التدريس من دور محوري في المنظومة التربوية، وتقديرا لمساهمته الرئيسية في إحقاق عملية التنمية الفعلية الضامنة للعيش الكريم. وتحيي منظمة اليونسكو اليوم العالمي للمعلمين هذه السنة 2020، تحت عنوان "المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات، ووضع تصوّر جديد للمستقبل"، وذلك من أجل لفت الانتباه إلى المعلمين، الذين يمثلون نواة الجهود المبذولة، من أجل بلوغ الهدف العالمي للتعليم، على الرغم من الصعوبات، التي فرضتها جائحة "كوفيد-19′′، التي زادت من حجم المعاناة، التي تعرفها النظم التعليمية المجهدة أصلاً في العالم، وهو ما يفرض على الجميع حماية الحق في التعليم، وتطبيقه في ظلّ الظروف الجديدة.