أفادت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن المغرب لا يزال يعيش أزمة هيكلية لقطاع التربية والتكوين والبحث العلمي، اذ تسارع الدولة المغربية مستغلة حالة الطوارئ الصحية في ظل انتشر فيروس كورونا، على تمرير وتنزيل قرارات وقوانين تشرعن للمزيد من ضرب الحق في التعليم العمومي المجاني والجيد، وتكرس للهجوم الممنهج على حقوق ومكتسبات كافة المنتسبين للقطاع من مدرسين\ات ومتعلمين\ن. وسجلت الجمعية في بيانها بمناسبة اليوم العالمي للمدرس، غياب إرادة حقيقية لدى الدولة لإصلاح القطاع والإمعان في نهج نفس السياسات الترقيعية، من فرض نظام التعاقد وتقليص ميزانية القطاع وضرب حقوق الشغيلة، مما أوصل المنظومة إلى تصنيفات متدنية لدى مختلف المنظمات الدولية والوطنية. أوضحت الجمعية، أن الأوضاع التي يعيشها المدرسون، كمواطنين أو أثناء ممارستهم المهنية، في تردي مستمر وتعرقل أداءهم لمهامهم بالجودة المطلوبة، بالقياس على ما تنص عليه توصيات منظمة اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن أوضاع المدرسين. وانتقدت الجمعي إصرار الوزارة الوصية على القطاع مع بداية هذا الموسم على اعتماد خيار "التعليم عن بعد"، رغم ما يكرسه من غياب تكافؤ الفرص والمساواة بين المتعلمين\ات، بسبب التفاوتات المجالية والفوارق الاجتماعية والفقر والهشاشة لذى العديد من الأسر، وغياب العتاد المعلوماتي الضروري للقيام بذلك بالمؤسسات التعليمية. كما تطرقت الجمعية في ببيانها، للتغول الذي أبانت عنه شركات التعليم الخاص في علاقتها مع زبنائها بمنطق تجاري بعيدا عن أي التزام بالقانون، وفي حياد سلبي للوزارة الوصية في العديد من حالات التوتر التي عاشته العديد من الأسر مع بعض المؤسسات الخصوصية. واستنكرت الاستهداف الممنهج لمكتسبات الشغيلة التعليمية (اعتماد التعاقد، تمديد سن التقاعد، تنزيل مقتضيات قانون الإطار، مشروع قانون الإضراب ومشروع قانون النقابات)، مدينة كل الإجراءات التعسفية في حق مختلف الفئات من نساء ورجال التعليم المطالبين بحقوقهم المشروعة في خرق سافر لمختلف المعاهدات والمواثيق الدولية. وطالبت الدولة بنهج سياسة تعليمية تشرك جميع الفاعلين والعاملين بالقطاع لتصحيح الاختلالات، ورد الاعتبار للمدرسة العمومية وجميع العاملين بها، لتحقيق كرامة المدرسين\ات والمتعلمين\ات، وجعل المدرسة العمومية منفتحة على القيم الكونية لحقوق الإنسان القائمة على الكرامة والعدالة والمساواة.