مع أداء أمير الكويت الجديد، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، اليمين الدستورية أمام البرلمان، الأربعاء الماضي، ليتولى مسند الإمارة خلفا للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بدأت التساؤلات عمن سيكون ولي العهد الجديد. وعلى الرغم من أن الدستور الكويتي يمنح الأمير الجديد، البالغ من العمر 83 سنة، مهلة مدتها سنة لاختيار ولي عهده، وفق المادة الرابعة من الدستور، فلم تجر العادة في الكويت على تأخر تعيين ولي العهد. وتنص المادة الرابعة في الدستور الكويتي على أن "الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح، ويعين ولي العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير". وتوضح المادة ذاتها أن "تعيين ولي العهد يكون بأمر أميري بناء على تزكية الأمير، ومبايعة من مجلس الأمة تتم في جلسة خاصة، بموافقة أغلبية الأعضاء، الذين يتألف منهم المجلس". وتشير المادو الرابعة من الدستور الكويتي إلى أنه "في حالة عدم التعيين على النحو السابق يُزكي الأمير لولاية العهد 3 على الأقل من الذرية المذكورة (الصباح) فيبايع المجلس أحدهم وليا للعهد". أبرز المرشحين.. مشعل الصباح ظهر سريعا اسم الشيخ مشعل الأحمد الصباح، البالغ من العمر 80 سنة، الأخ غير الشقيق للأمير الجديد، لتولي مهام ولاية العهد، وهو يشغل منصب نائب رئيس الحرس الوطني بدرجة وزير منذ 17 سنة، وفعليا يعد الرئيس الفعلي بسبب مرض رئيس الحرس عميد أسرة الصباح الشيخ سالم العلي الصباح، ويتصف بشخصيته الصارمة، ويعد الأوفر حظا على قائمة المرشحين لنيل ولاية العهد، على الرغم من أنه كان بعيدا عن الأوساط السياسية في البلاد. وكان مشعل الأحمد مرافقا دائما للأمير الراحل خلال جميع رحلاته العلاجية، من ضمنها رحلته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. والشيخ مشعل هو الابن السابع للشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي حكم الكويت، في الفترة ما بين 1921 وحتى 1951، والأخ غير الشقيق للشيخ جابر، الذي حكم الكويت 28 سنة. محمد الصباح المرشح الثاني هو الشيخ محمد صباح السالم الصباح، وهو مرشح فرع "السوالم" الذي كان يتناوب مع فرع "الأحمد" على الإمارة، منذ الاستقلال عام 1962، قبل أن يخرج الأمير الراحل عن هذا العرف بتعيين الشيخ نواف الأحمد وليا للعهد. ومحمد صباح السالم هو الابن الرابع للشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت الثاني عشر، الذي حكم البلاد في الفترة ما بين 1965 حتى عام 1977. وشغل محمد صباح السالم منصبي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، قبل أن يقدم استقالته من المنصبين عام 2011 من حكومة ناصر المحمد الصباح احتجاجا على ما عرف بالتحويلات الخارجية، التي كانت تمر عبر الوزارة بأمر من رئيس الوزراء ومن دون علمه. وهو أيضا أكاديمي يكمل عامه ال 65 خلال أيام، ولديه شهادة دكتوراه في الرياضيات، ومعروف عنه نظافة اليد ومحاربة الفساد، ويأمل "السوالم" إعادة أنفسهم في بيت الحكم الكويتي من خلاله ، لكن حظوظه تبقى أقل من حظوظ الشيخ مشعل. ناصر الصباح وتبقى حظوظ المرشح الثالث، الشيخ ناصر الصباح، البالغ من العمر 72 سنة، ونجل الأمير الراحل، أقل من المرشحين الأولين، إذ شغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ووزير للدفاع في آخر حكومات جابر مبارك الصباح. ويحظى ناصر الصباح، أيضا، بقبول شعبي واسع، فهو المحارب الأول للفساد في الكويت، وفجر أكبر قضاياه بما يعرف بصندوق الجيش، إذ أطاحت القضية برئيس الحكومة السابق، الشيخ جابر مبارك الصباح، ووزير الداخلية السابق، خالد جراح الصباح، ولا تزال قيد النظر في القضاء. لكن الظروف الصحية، التي يعانيها الشيخ ناصر الصباح ربما تجعل حظوظه في المنصب أقل نسبيا، إذ يعاني ورما في الرئة تم استئصاله بجراحة ناجحة في ألمانيا، قبل عامين. ورأى مراقبون أن تسلم الشيخ ناصر الصباح تكريما رفيعا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيابة عن والده المريض، الشهر الماضي، مؤشر على حظوظه لتولي المنصب. ومنح ترامب وسام الاستحقاق العسكري بدرجة القائد العام لأمير الكويت السابق، لدوره في حل النزاعات، وتجاوز الانقسامات في الشرق الأوسط. المرشحون السابقون هم الأوفر حظا، وفق المتداول، حاليا، لكن هذا لا يعني عدم وجود مرشحين أقل حظا لشغل المنصب، منهم رئيس الوزراء الأسبق، الشيخ ناصر المحمد الصباح، الذي ابتعد كثيرا عن الوسط السياسي منذ 9 سنوات، بعد استقالته من منصبه إثر مواجهته لمعارضة متزايدة في الداخل. مرشحان أقل حظا أحدهما، ناصر المحمد، البالغ من العمر 79 سنة، الابن الثاني للشيخ محمد الأحمد الجابر الصباح، وابن أخ الأمير الحالي. ولا يغيب عن المشهد الشيخ أحمد الفهد الصباح، صاحب النفوذ الكبير رياضيا، والطامح في الوصول إلى السلطة، لكن حظوظه قليلة في ظل الظرف الحالي. وتقلد الفهد، البالغ من العمر 57 سنة، مناصب سياسية، ورياضية عديدة داخل، وخارج البلاد، منها نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ووزير الدولة لشؤون الإسكان، ووزير الدولة لشؤون التنمية. كما تقلد الفهد مناصب وزير الإعلام، ووزير الطاقة، ورئيس اتحاد كرة القدم، ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية، فيما يتبوأ، حاليا، منصب رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، ورئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية "انوك". وفي انتظار أن يعلن الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عن مرشحه، تبقى التكهنات قائمة حول من هو ولي عهد الكويت الجديد.