قضت غرفة الجنايات الابتدائية في استئنافية طنجة، قبل قليل، بالحكم بإعدام أب، وزوجته، لأرتكابهما جريمة قتل بشعة في حق "م.خ" "طفل العرائش"، وتقطيع جثته، ورمي أشلائه في مطرح للنفايات. واعترف الأب أمام القاضي بقتله لفلذة كبده، بتخطيط مسبق من زوجته، إذ حكى تفاصيل كيف استدرجت زوجته ابنه إلى البيت، حيث ذبحه في البداية من الوريد إلى الوريد بواسطة سكين، بكل برودة دم. وقال الزوجان للقاضي: "ذبحناه معا، وخرجنا لتناول وجبة الفطور، من أجل التفكير في طريقة التخلص من جثته". وأردف والد الطفل في حديثه للقاضي: "عدنا إلى البيت معا وشرعنا في تقطيع الطفل إلى أشلاء صغيرة، بعد ذلك، وضعناه في ثلاجة". واسترسل: "اتفقنا أنا وزوجتي على التخلص من أشلائه، عن طريق وضعها في أكياس بلاستيكية، ورميها في مطرح النفايات". وبعد التخلص من الجثة، اتصل الأب بطليقته، وراح يتهمها بالتقصير بالعناية بابنه، وأنها سبب اختفائه، قبل أن يكتب تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي لمساعدته على العثور على ابنه، بكثير من الأسى، والحزن". وعن دوافع هذه الجريمة قال الأب:" دفعتني غيرة زوجتي للتخلص من ابني، وقتله بهذه الطريقة إلى وضع حد لتلك المشاكل، فضلا عن النفقة، التي أثقلت كاهلي". دفاع المتهم اعتبر أن الزوجان مريضان نفسيان، موضحا أنه لا يمكن لأب أن يقطع جثة فلذة كبده إلى أشلاء، بهذه الطريقة البشعة، ويكون في كامل قواه العقلية. وطالب دفاع عائلة الضحية بتنزيل أقصى العقوبات على مرتكبي هذه الجريمة. وطالب ممثل النيابة العامة بالحكم بعقوبتي الإعدام على الزوجين، نظرا إلى بشاعة الفعل الإجرامي. وكان الرأي العام الوطني قد اهتز، في شهر نونبر من السنة الماضية، على وقع جريمة قتل بشعة، راح ضحيتها طفل "م.خ"، البالغ من العمر 7 سنوات، حيث قطعت جثته إلى أطراف، احتفظ بجزء منها داخل ثلاجة، في منزل والده، فيما تم التخلص من أجزاء منها في المطرح العمومي. ومثل والد الطفل المقتول بالعرائش، وزوجته أمام النيابة العامة في طنجة، بتاريخ 28 نونبر الماضي، إذ وجهت لهما تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، والترصد، والتمثيل بالجثة، وإخفاء معالم الجريمة. وتواصل التحقيق معهما لأشهر، قبل أن يقرر قاضي التحقيق إحالتهما إلى قاضي الجلسة. وكان الطفل الهالك قد توارى عن الأنظار لمدة يومين، بعدما غادر مؤسسته التعليمية، ولم يعد إلى بيت أمه، قبل أن تعثر المصالح الأمنية في العرائش على أطرافه داخل كيس بلاستيكي مرمي في المطرح العمومي المنارة 3، فطوقت المكان، فيما باشرت الشرطة العلمية والتقنية إجراءات المسح البيولوجي داخل المنطقة، لكشف خيوط الجريمة. وتمكنت فرقة الشرطة القضائية في مدينة العرائش من تحديد هوية المشتبه في ارتكابهما لجريمة القتل العمد بواسطة السلاح الأبيض والتمثيل بجثة الطفل، إذ إن الجانيين لم يكونا سوى والد الطفل، وزوجته. وكشف بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن تقنيي مسرح الجريمة العاملين في فرقة الشرطة القضائية في مدينة العرائش كانوا قد عاينوا، مساء أمس الاثنين، أجزاء مقطوعة من جثة طفل من جنس ذكر داخل مطرح للنفايات، قبل أن تسفر الأبحاث والتحريات عن تشخيص هوية الطفل الضحية، في حين أسفرت عمليات التفتيش عن العثور على باقي أجزاء الجثة داخل ثلاجة في منزل الأب. وأضاف المصدر ذاته أن إجراءات البحث مكنت من الاشتباه في ضلوع زوجة أب الطفل الضحية في ارتكاب الفعل الإجرامي المذكور داخل مسكنها، مستعملة سكينا في اقتراف الجريمة، والتمثيل بالجثة.